افتتح المستشفى المحلي بالزمامرة في سنة 2010
من أجل تقديم الخدمات الطبية لساكنة دائرة الزمامرة، التي تضم ستة جماعات ترابية
وهي جماعة الزمامرة وجماعة الغنادرة وجماعة سانية بالركيك وجماعة أولاد سبيطة وجماعة
الغربية وجماعة الوليدية، هذه الجماعات التي يقدر عدد سكانها بأزيد من 200 ألف نسمة.
وخلف
افتتاح هذا المستشفى ارتياحا كبيرا لدى ساكنة هذه الجماعات، بحكم أنه شيد على
مساحة واسعة ويتشكل من العديد من الأقسام الطبية، هذا إلى جانب أن السكان كان
يعتقدون أنه سيساهم في التخفيف من معاناتهم وتنقلهم إلى المدن المجاورة كآسفي
والجديدة للاستفادة من الخدمات الطبية اللازمة، لكن وبعد مرور حوالي ثمانية سنوات
تحول هذا المستشفى إلى بناية يرثى لحالها، بعد ترحيل مجموعة من الأطر الطبية إلى
المستشفى الإقليمي بسيدي بنور، والمستشفى الاقليمي بالجديدة، وافتقاره إلى أدنى
المعدات الطبية للعمل اليومي، وإغلاق بعض الأقسام الطبية بسبب عدم توفر أطباء
مختصين واللوازم الطبية، هذا بالإضافة الى تصدع بنايته الداخلية، وانعدام النظافة
والأمن وانتشار الأزبال أمام بابه الرئيسي، إلى درجة انه أصبح مكانا مهجورا ترتاده
القطط والكلاب الضالة خصوصا في الليل، هذا دون الحديث عن التهميش الذي يطاله طرف
المجالس الترابية المنتخبة للجماعات الترابية التي تستفيد من خدماته الطبية.
إن المواطنين المتوجهين إلى هذا المستشفى
المحلي يصابون بخيبة أمل كبيرة عندما تطأ أقدامهم هذه البناية، وتزداد معاناتهم
أكثر عندما يجدون المعدات الطبية غير متوفرة وبعض الأقسام الطبية مغلقة، فالمختبر
المتواجد بهذا المستشفى لا يتوفر على المعدات اللازمة للقيام بالتحاليل، كغياب آلة
قياس فصيلة الدم وجميع تركيباته، وغياب آلة قياس السكر أو الضغط الدموي. أما بالنسبة
للمركب الجراحي فهو لا يتوفر على الطبيب المختص في التخدير، زيادة على تعطل جميع
الأجهزة التي توجد بداخله، بسبب الأعطاب الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي،
وغياب استراتيجية واضحة للإصلاح من طرف الجهات الوصية، كما أن ترحيل بعض الأطر
الطبية إلى مستشفى سيدي بنور والجديدة أثر سلبيا على السير العادي لهذا القسم.
وبخصوص قسم الولادة الذي يعرف حركة ذؤوبة يوميا
بسبب ارتفاع نسبة الخصوبة بهذه المنطقة، فقد تم إغلاق الجناح الخاص بمراقبة
الأمهات بعد الولادة، بسبب تآكل جدرانه جراء مياه الأمطار المتساقطة عليه، وإتلاف
أسرة الولادة، وانعدام النظافة بفعل اختناق قنوات صرف مياه الواد الحار وعدم
إصلاحها، وانعدام المعدات الضرورية للولادة، مثل آلة المساعدة على إخراج الجنين (
الفانتوز )، وآلة قياس نبضات القلب، كما أن توفره على طبيب واحد مختص في الولادة
غير كاف نظرا للضغط الذي يعرفه بشكل يومي.
أما قسم الجراحة وبسبب الإحتفاظ بالطبيب المختص
بمستشفى سيدي بنور، فان الممرضات المولدات تضطر إلى عدم المغامرة بأرواح النساء
الحوامل، حيث يتم استقبال حالات الولادات العادية في حين يتم إرسال الحالات
العسيرة إلى مستشفى سيدي بنور أو الجديدة، مع العلم أن هذا القسم الذي يعرف حركة
نشيطة لم يستفد من أية معدات طبية جديدة من طرف الجهات الوصية، منذ شروعه في العمل
خلال سنة 2010 ، إذ تكتفي المولدات باللوازم الطبية المتوفرة منذ زمن الافتتاح.
وفيما يتعلق بقسم الطب العام فإنه يبقى مغلقا
بسبب غياب الأطباء، أما بالنسبة لقسم المستعجلات والذي يعرف بدوره حركة نشيطة،
فإنه يفتقر إلى المعدات اللازمة للعمل اليومي، مثل قارورات الأوكسجين وآلة تعقيم
المعدات الطبية.
ومن بين المشاكل الأخرى التي يعرفها هذا المستشفى
انتشار الأزبال أمام بابه الرئيسي بفعل وضع حاويات جمع الأزبال، والتي تجلب الكلاب
والقطط الضالة التي تهاجم المواطنين، وقلة
عدد أفراد الأمن الخاص وهو ما يجعل الأطر الطبية والمواطنين عرضة لتهديدات بعض
المنحرفين والمجرمين، كما يعاني هذا المستشفى من الإنقطاعات المتكررة للكهرباء،
وهو ما يدفع الأطر الطبية وحراس الأمن الخاص والمواطنين إلى الإستعانة بأضواء
الهواتف المحمولة في غياب مولدات الكهرباء، إضافة إلى عدم احترام بعض سائقي سيارات
الإسعاف لمواعيد العمل، وعدم جوابهم على المكالمات الهاتفية للمسؤولين بالمستشفى، والرفع من ثمن نقل المرضى في بعض
الأحيان، مع العلم أن بعض المواطنين يتساءلون عن من يستفيد من دعم البنزين التي
يقدم للمستشفى المحلي في إطار برنامج تشجيع النساء الحوامل على الإنجاب من خلال
وضع سيارات الإسعاف رهم إشارتهن مجانا.
إن ما يزيد من متاعب المواطنين بهذا المستشفى
المحلي واستمرار هذه المشاكل، هو التهميش الذي يطاله من طرف المجالس الترابية
المحلية، حيث لا تقدم له أي مساهمات مالية أوعينية من شأنها إيجاد حل لهذه المشاكل
اليومية التي يعاني منها المواطنين، أو على الأقل إصلاح الشقوق والتصدعات التي
يعرفها وإعادة صباغة مرافقه، والإهتمام بنظافته، علما أن ممثلي السكان لا يعرفونه
إلا عندما يتدخلون لقضاء أغراض المصوتين عليهم .
وبالتالي فإن هذه المشاكل الداخلية التي
يواجهها المستشفى المحلي بالزمامرة، تجعله يعرف يوميا فوضى عارمة واصطدامات ما بين
المواطنين والعاملين به من حراس أمن خاص وأطر طبية، ناتجة عن إغلاق بعض الأقسام،
وانعدام ابسط المعدات الطبية الضرورية للعمل، وغياب بعض الأطر الطبية، ورفض
استقبال بعض الحالات المرضية، وإحالتها على مستشفيات أخرى، وغياب المسؤولين في بعض
الأوقات لتسلم شكايات المواطنين حول المشاكل التي يواجهونها يوميا بهذا المستشفى،
حسب ما قاله مجموعة من المشتكين في تصريحات متفرقة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة