بشكل إيجابي تفاعل تلامذة المؤسسات التربوية
بإقليم الجديدة، ذكورا وإناثا، مع قانون السير، في اليوم الوطني للسلامة الطرقية،
الذي يصادف ال18 فبراير من كل سنة. هذا ما جسده التلاميذ، من خلال الأنشطة
التحسيسية التي نظموها بتأطير من
أساتذتهم، ومن لجن مختلطة، زارتهم في مؤسساتهم التعليمية، وعمل أعضاؤها على توعيتهم
وتحسيسهم على التعامل مع الطريق، وفق ما تنص عليه مدونة السير، تفاديا لوقوع حوادث
سير غير محسوبة العواقب.
هذا، وعلى غرار المؤسسات التعليمية بمختلف
أسلاكها، التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، خلدت مدرسة لالة أمينة الابتدائية بعاصمة دكالة، أمس الاثنين، اليوم الوطني
للسلامة الطرقية، بتنظيم أنشطة تحسيسية حول احترام قانون السير، أطرها أساتذة
المؤسسة التربوية، ولجنة مختلطة، متكونة من المديرية الإقليمية للتعليم، والهيئة
الحضرية بأمن الجديدة، ووزارة النقل، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير،
والوقاية المدنية.
وقد تميز البرنامج الذي سطرته مدرسة لالة أمينة،
لتخليد الذكرى،، بتنوع أنشطته المبرمجة. وكان الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، من تجويد أحد
تلامذة المدرسة، تلاها إلقاء عروض قيمة ومسرحيات ومعرضا تمحور حول السلامة
الطرقية، وورشات عمل لفائدة تلامذة المؤسسة التربوية، البالغ عددهم 340 تلميذا من
الجنسين، ضمنهم 10 من ذوي الاحتياجات الخاصة. وبالمناسبة، فإن هذه المدرسة
العريقة، كان تشييدها سنة 1915، في عهد الحماية الفرنسية. وقد شرعت في استقبال
التلميذات، ابتداء من سنة 1917. وقدظلت مخصصة فقط لتدريس الإناث، إلى غاية سنة
2011، حيث أصبحت مدرسة مختلطة.
إلى ذلك، فإن ما نال إعجاب الحاضرين التجسيد الفعلي للحملة التحسيسية حول السلامة
الطرقية، من خلال ترجمة القانون المنظم لحركات السير والجولان، بشكل عملي وملموس على
أرض الواقع. حيث قام تلميذ بتقمص دور شرطي المرور، بتنظيم حركة السير والجولان
داخل ساحة المدرسة، التي مثلت الشارع العام، وحث مستعملي الطريق من التلاميذ الذين
تقمصوا أدوار الراجلين، وسائقي العربات والدراجات النارية والهوائية، على احترام
إشارات المرور الضوئية، وعلامات التشوير
الطرقي (علامة "قف"
والأحقية..).
وقد كان تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية،
مناسبة للتحسيس بمخاطر الطريق. الطريق التي تقتل، وتتسبب في عاهات جسمانية
مستديمة، وتشرد أسرا، وتلقي بها إلى الشارع، وتخلف أضرارا
مادية جسيمة، وتكبد شركات التأمين خسائر مالية باهضة ، تقدر بملايين
الدراهم.
ومن المفارقات أنه لا اليوم الوطني للسلامة
الطرقية، الذي تم تخليده تحت شعار "لنغير سلوكنا"، ولا العقوبات الزجرية، ولا الحملات التحسيسية،
ولا المقولات االرنانة، التي سئم المغاربة سماعها، من قبيل: "السرعة تقتل"، و"في
التأني السلامة، وفي العجلة الندامة"، لم تعد قادرة على الحد من حرب الطرق
الفتاكة، ومن النزيف الدموي والضحايا، الموزعين بين قتلى ومصابين.
ومن الصدف
العجيبة أن عاصمة دكالة، وهي تخلد هذا اليوم الوطني للسلامة الطرقية، اهتزت، الأحد 18 فبراير 2018، على وقع حادثة سير
قاتلة، تسببت فيها سيارة أجرة "مجنونة". كما أن الجديدة، عرفت، صباح
الاثنين 19 فبراير الجاري، حادثة مأساوية أخرى، خلفت قتيلا، وهو بالمناسبة موظف
جماعي بالملحقة الإدارية الرابعة.. وليلة الخميس الماضي، كانت هناك حادثة سير
قاتلة، زلزلت فصولها الدموية، سكينة منتج سيدي بوزيد، حوالي 3 كيلومترات جنوب
عاصمة دكالة.!!
ولعل من الأسباب التي غالبا ما تفضي إلى
حوادث سير مأساوية، بغض النظر عن عدم احترام مدونة السير، وتهور بعض مستعملي الطريق..
البنية التحتية والشبكة الطرقية المهترئة في عاصمة دكالة، والتي تكتسها الحفر
كالطفيليات، إلى حد أنه أصبح لكل مواطن حفرة على الطريق في الجديدة.
هذا، وهددت جمعية من المجتمع المدني، بأنها ستراسل رسميا محمد الكروج، عامل إقليم الجديدة، في موضوع الترخيص لها بالحصول على الإحسان العمومي، قصد جمع التبرعات من المواطنين والساكنة، بغية إصلاح شوارع المدينة، التي عجر القائمون على تدبير الشأن المحلي على "ترقيعها".. شوارع عاصمة دكالة التي حطت الرقم القياسي على الصعيد الوطني، وباتت جديرة بأن تدرج في موسوعة "Guinness" للأرقام القياسية..!!
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة