مكنت الأبحاث والتحريات التي أجراها المحققون من الفرقة الجنائية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، تحت إشراف الوكيل العام باستئنافية الجديدة، من فك لغز السرقة "المافياوية"، التي نفذها مجموعة من الأشخاص مجهولي الهويات بطريقة "هوليودية"، الثلاثاء 27 مارس 2018، بحي المنار في عاصمة دكالة، والتي استهدفت سرقة حلي ومجوهرات ذهبية، وسيارة من نوع "مرسيدس 220"، ومبلغا ماليا زاد قيمته عن 30 مليون سنتيم.
هذا وأوقف المحققون، في عملية جرت بمهنية واحترافية عالية، الخميس الماضي، العقل المدبر الذي يتحدر من واد زم، والذي كان يقيم ويتردد على مدينة الجديدة. وقد مكن إيقاف الأخير من استدراج 3 من شركائه، تم إيقافهم تباعا، الجمعة الماضية، واحد منهم ب"الدروة"، واثنين في مكانين متباعدين بالدارالبيضاء. كما تم استرجاع السيارة المسروقة من نوع "مرسيدس 220"، وقطرها، مسلء أمس الأحد، إلى مقر أمن الجديدة، بعد العثور عليها في ضيعة ب"الدروة"، وكان الجناة أزالوا منها بعض ال"أكسسوارات"، استعداد لتفكيكها إلى قطع، لإعادة بيعها كعيار مستعمل.
وحسب الأفعال التي ارتكبتها العصابة الإجرامية، اثنين منهم من ذوي السوابق العدلية، فإنهم يلاحقون على خلفيات القانون الجنائي، من أجل تكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة بتعدد الفاعلين، وبأياد مسلحة، واستعمال ناقلة ذات محرك.
هذا، وكان المحققون لدى الشرطة القضائية بأمن الجديدة، حجزوا، في إطار الأبحاث والتحريات التي أجروها بتنسيق مع مديرية الشرطة القضائية لدى المديرية العامة للأمن الوطني، هاتفا نقالا يخص زوج الضحية، صاحبة السيارة من نوع "مرسيدس 220". كما استمعوا تفصيليا إليها وزوجها، وإلى قريبين، بعد حجز هاتفي الأخيرين، في مكاتب التحقيق بمقر أمن الجديدة، طيلة ساعات امتدت إلى ما بعد منتصف الليل، خلال ال48 الساعة التي تلت نازلة السرقة، لتسليط الضوء على ظروف وملابسات السرقة الموصوفة، التي نفذها الجناة.
وقد أعاد المحققون الهواتف النقالة الثلاثة إلى أصحابها، بعد إخضاعها للمراقبة، والاطلاع على محتوياتها (مكالمات هاتفية، وصور وتسجيلات حية..). كما أن الضحية، الزوجة، قد تعرفت على الجناة الذين لم يكونوا يضعون أقنعة. ما قد يكون ساعد على رسم صور تقريبية لهم (portraits robots).
وبالرجوع إلى النازلة التي كان للجديدة24 السبق في نشر وقائعها في حينه، فإن 3 أشخاص ترجلوا، بعد منتصف نهار الثلاثاء 27 مارس الماضي، إثر عملية ترصد وتربص، من على متن سيارة رباعية الدفع من نوع "تويكين"، كانت مستوقفة في زنقة غير بعيدة من مسرح الجريمة، فيما ظل شخصان على متن عربة ال"كات كات".
وقد أرغم الأشخاص الثلاثة سيدة ترجلت لتوها بمعية صغيريها، من على متن سيارتها من نوع "مرسيدس 220"، سوداء اللون، عندما كانت تعتزم تخطي عتبة باب منزلها، الكائن بحي المنار، بعاصمة دكالة، (أرغموها) على تسليمهم مفتاح السيارة، ورافقوها تحت التهديد بسيوف كانوا يتحوزون بها، إلى منزلها بالطابق العلوي. حيث جردوها من أحد هاتفها النقالين، ومن حليها الذهبية التي كانت تضعها في يديها وعنقها، واستولوا على مبلغ مالي تزيد قيمته عن 30 مليون سنتيم. كما صعدوا إلى الطابق العلوي الثاني، واقتحموا شقة، بعد كسر بابها الخارجي، حيث وجدوا بداخله بندقيتي صيد، لم يحملوهما معهم.
وقبل مغادرة مسرح الجريمة، حيث قضوا حوالي 45 دقيقة، فإن الأشخاص الثلاثة، مجهولي الهويات، والذين كانوا يضعون على أصابع أيديهم لصاقا صيدليا (سكوتش)، حرصا على عدم ترك البصمات، أخذوا معهم جهاز "DVR"، الذاكرة التي تخزن "الفيديوات" التي تلتقطها عدسات كاميرات المراقبة، المثبتة على الواجهة الخارجية للمنزل، والمصوبة نحو الفضاءات الأمامية للشارع الذي يوجد فيه منزل الزوجة الضحية.
وقد يكون غرض الجناة من سرقة جهاز "DVR"، إخفاء معالم جريمتهم، من خلال إخفاء ملامح وجوههم والرقم المعدني للعربة رباعية الدفع، التي استعملوها في السرقة الموصوفة، والتي لا يستبعد أن تكون بدورها متحصل عليها من جناية سرقة موصوفة، ومزودة بلوحة معدنية مزورة.
هذا، وما أن استولى الجناة في سرقتهم "المافياوية" التي نفذوها بطريقة "هوليودية"، على عربة "مرسيدس 220"، وعلى حلي مجوهرات ذهبية وهاتف نقال، ومبلغ مالي تزيد قيمته 30 مليون سنتيم، وجهاز "DVR"، حتى انطلقوا بسرعة جنونية على متن العربتين، قبل أن يتبخروا في الطبيعة.
الى ذلك وفي آخر تطورات العملية علمت الجديدة 24 ان الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالجديدة وبعد الاستماع إلى المشتبه بهم الاربعة، احالهم على قاضي التحقيق لدى نفس المحكمة من أجل تعميق البحث والذي قرر بعد الاستماع اليهم في البحث التمهيدي إيداع 3 منهم السجن المحلي سيدي موسى بالجديدة في حين اخلي سبيل الشخص الرابع الموقوف في هذا الملف.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة