بناء سور جديد بكورنيش الجديدة يثير سخرية واسعة وصدمة لدى ساكنة المدينة
بناء سور جديد بكورنيش الجديدة يثير سخرية واسعة وصدمة لدى ساكنة المدينة

يبدو أن عاصمة دكالة او ما كان يعرف ب"دوفيل المغرب" نسبة إلى مدينة دوفيل الفرنسية الساحرة، تعيش في هذه الأيام، فضائح عمرانية، لم يسبق لها مثيل في تاريخ المدينة، منذ احداثها قبل 5 قرون من طرف الامبراطورية البرتغالية  ابان القرن الخامس عشر الميلادي.

فبعد فضيحة "سور شارع النصر"، الذي عزل مدينة الجديدة عن بحرها لمسافة تزيد عن 3 كيلومترات، بمباركة من عامل الإقليم محمد الكروج، يبدو أن المجلس الجماعي للمدينة ومعه السلطات المحلية للمدينة، لم تأبه لردود الفعل الغاضبة التي ملأت صفحات التواصل الاجتماعي وكأن مسؤولي المدينة لا يتوفرون على هواتف او حواسيب مرتبطة بشبكة الانترنت للاطلاع على ما تتداوله ساكنة المدينة وزوارها في مواقع التواصل الاجتماعي من غضب عارم، ضد قرارات مدبري الشأن العام المحلي لهذه المدينة التي باتت  تلقبها ساكنتها بالمدينة "المنكوبة".

هذا وتناقلت صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف النقالة، خلال الايام الماضية، صورا لما أسموها "فضيحة عمرانية جديدة" بعد إقدام المسؤولين على بناء سور جديد، لكن هذه المرة وبغرابة،  فوق حائط كورنيش الجديدة المطل على شاطئ "دوفيل بلاج" قبالة فندقي "ابيس" بالمدخل الشمالي للمدينة من جهة الدار البيضاء .

وبغض النظر عن الاسباب والمسببات التي جعلت الجماعة، تقدم  على بناء هذه الأسوار، إلا أن الطريقة، التي تم بها بناء سور الكورنيش الجديد، كما تظهر الصورة التي نشرها أحد اعضاء المجلس السابقين على حسابه الشخصي على "الفيسبوك"، تظهر أن البناء تم بطريقة مشوهة تسيئ إلى جمالية المدينة وعمرانها دون الاكتراث الى ردود فعل الشارع الدكالي الغاضبة وما جلبته هذه البادرة من سخرية واسعة النطاق، وصلت الى درجة اتهام صاحب الفكرة   ب"سذاجة الذوق و الاختيار" على اعتبار أن عاصمة دكالة تعتبر من المدن الساحلية والسياحية التي يقصدها الزوار من مختلف أنحاء المعمور .

فكيف فكر المهندس صاحب الفكرة، أو "الطاشرون" المشرف على "المشروع"، ببناء سور فوق سور آخر، دون أي اعتبار لجمالية المكان والعمران والبحر ؟ فهل خضع هذا المشروع لدارسة هندسية تحت اشراف مكتب دراسات متخصص كما يجري في الصفقات العمومية ؟ 

ومن جهة أخرى كيف لعامل إقليم الجديدة، مهندس الدولة، السيد محمد الكروج، المسؤول الأول في هذه المدينة، أن يسمح بهذا البناء التي تم بطريقة عشوائية لا تراعي ادنى معايير الجمالية العمرانية، وهو الذي كان، أول ما وطأت قدماه عاصمة دكالة في منتصف السنة الماضية، قد دعا في عدة لقاءات و اجتماعات إلى رد الاعتبار إلى هذه المدينة عبر اصلاح مداخلها من الجهات الاربع واصلاح الحدائق وتشجير المدارات الطرقية، لكن للاسف، فكل ذلك ذهب أدراج الرياح وبقيت قرارات اجتماعاته حبرا على ورق. 

هذا واعتبر العديد من رواد التواصل الاجتماعي أن بناء هذه الأسوار التي ستحجب على ساكنة المدينة شاطئها وواجهتها البحرية، ستبقى وصمة عار على مسؤولي هذه المدينة. وأن التاريخ سيشهد بذلك مهما طال الزمن أو قصر.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة