في حدود الساعة
الثامنة من مساء أمس الخميس، أوقفت المصالح الأمنية بالجديدة، مروجا للمخدرات،
تورط في جريمة قتل ذهبت ضحيتها فتاة في مقتبل العمر. وهي الجريمة التي حاول تغيير
معالمها إلى حادثة سير مميتة، مقترنة بجنحة الفرار، لتضليل المحققين والعدالة،
وللهروب من العقاب. وهذا ما كانت الجريدة تطرقت إليه في مقال صحفي تحت عنوان:
"العثور على جثة فتاة بالجديدة.. حادثة سير أم جريمة قتل ؟!". مقال بمثابة
بحث صحفي مواز لبحث الضابطة القضائية، تم من خلاله تسليط الضوء على بعض من وقائع
وملابسات النازلة. ما ساهم بشكل كبير، إلى جانب الأبحاث والتحريات الأولية التي
أجرتها مصلحة حوادث السير بأمن الجديدة،
في فك لغز جريمة القتل، وتحديد هوية الجاني، والاعتداء إليه، ومن ثمة، إيقافه،
ليلة أمس الخميس، ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، للبحث معه، وإحالته على
النيابة العامة المختصة، على خلفية الضرب والجرح المفضي إلى الموت، وتغيير معالم
الجريمة، لتضليل العدالة.
إلى ذلك،
وبالرجوع إلى وقائع النازلة، فإن حارسا ليليا عثر على جثة فتاة، تحمل أثار إصابة
في الرأس، وذلك في حدود الساعة الرابعة من
صبيحة الأحد الماضي، على بعد بضعة أمتار عن المدخل الجنوبي لعاصمة دكالة، قدوما من
مراكش، عبر الطريق الوطنية رقم: 1، وتحديدا عند المحور الطرقي ما بين علامة التشوير
الخاصة بتحديد السرعة (بلاكة 60)، والسد القضائي (الباراج)، الذي تؤمنه بالتناوب
عناصر المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، والدوائر الأمنية، والهيئة الحضرية بأمن
الجديدة.
هذا، وانتقلت
لتوها دورية من مصلحة حوادث السير، إلى مسرح النازلة، حيث أجرت الضابطة القضائية
المعاينات والتحريات الميدانية، لتحديد أسبابها وملابساتها. وانتدبت سيارة إسعاف، نقلت جثة الضحية إلى
المستشفى الإقليمي بالجديدة، حيث تم
إيداعها، بعد إدراجها في سجل إدارة المستشفى تحت "إكس بن إكس"
(مجهولة الهوية)، في مستودع حفظ الأموات، لإخضاعها، بتعليمات نيابية، للتشريح
الطبي.
وحسب المعطيات الأولية،
فإن اللضحية (25 سنة)، كانت تقطن قيد حياتها بمعية أسرتها في الحي الصناعي،
المتاخم من جهة الجنوب لمدينة الجديدة، وكانت ترتدي، عند العثور عليها جثة هامدة،
بذلة رياضية، و"ساندلا". وكانت تحمل أثار إصابة في الرأس. كما أن مسرح
النازلة، لم يكن يحمل أي أثر للفرامل، أو أي شيء يكون سقط من العربة
"المفترضة"، عند اصطدامها بالضحية. ناهيك عن كون كمية الدم التي كانت
تكتسح المكان الذي وجدت فيه الفتاة القتيلة، كانت جد ضئيلة.. مع العلم أنه في حالة
الوفاة، جراء إصابة جسمانية بليغة، يحدث نزيف دموي داخلي، وتكون "غزيرة"
كمية الدم المخزنة في الدماغ (الرأس)، والتي تخرج دفعة واحدة من الأنف والفم..
وتشكل بركة من الدماء.
وقد كان إصرار
المحققين لدى مصلحة حوادث السير بأمن الجديدة، والتقرير الإخبار الذي وجهته
الضابطة القضائية إلى الوكيل العام باستشنافية الجديدة، في شخص نائبه الأستاذ
(مولاي عبد العزيز الدميني)، سببا في إعادة تكييف وقائع النازلة، وإحالتها لتعميق
البحث، على الفرقة الجنائية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة.
كما أن نتائج التشريح الطبي جاءت لتؤكد بالملوس، ما ذهب إليه المحققون لدى مصلحة
حوادث السير، بكون النازلة هي جريمة دم، وليست حادثة سر.
وبالمناسبة، فقد
أفضت المعطيات التي أدلت بها المسماة (ص)، التي تقطن بحي البركاوي بالجديدة، إلى
إيقاف مروج للمخدرات من الحي الصناعي المتاخم من جهة الجنوب لعاصمة دكالة، وكذا،
إيقاف الجاني الذي يتحدر من دوار "بير الشويرف" بضواحي الجديدة، وهو
بدوره مروج للمخدرات، عنف الضحية حتى الموت، وتخلص من جثتها، بعد تغيير معالم
الجريمة، إلى حادثة سير مميتة، مقترنة بجنحة الفرار، لتضليل الضابطة القضائية
والعدالة، والهروب من العقاب.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة