بعد تملص الشركة المزودة من التزاماتها...مديرية التعليم بالجديدة تتفرج على حرمان نزلاء الأقسام الداخلية من لحم الدجاج
بعد تملص الشركة المزودة من التزاماتها...مديرية التعليم بالجديدة تتفرج على حرمان نزلاء الأقسام الداخلية من لحم الدجاج

امتنعت الشركة المفوض لها أمر تزويد نزلاء الداخليات بالوجبات الغذائية عن تقديم اللحوم البيضاء منذ عدة أيام بدعوى ارتفاع أسعار الدجاج بالسوق المغربي.
و رغم ارتفاع صيحات الاحتجاج و الشكايات التي وصل صداها إلى المديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة باعتبارها المسؤول الأول عن إبرام الصفقة مع ذات الشركة، فإن هذه المديرية اختارت نهج سياسة صم الآذان و كأن مصلحة التلاميذ و نزلاء الأقسام الداخلية لا تعنيها في شيء.
فقد ذكرت مصادر عليمة أن الشركة المستفيدة من صفقة تزويد الداخليات المدرسية بالوجبات الغذائية، لم تلتزم ببنود كناش التحملات في عديد من الأمور، قبل أن ينضاف إليها تملصها من تزويد مطابخ الأقسام الداخلية باللحوم البيضاء، و هي التي تلتزم بعملية التزويد مقابل 22.50 للكيلوغرام الواحد، مهما ارتفعت أو تراجعت أسعار الدجاج بالسوق المغربي.
و معلوم أن أسعار الدجاج ظلت في تراجع طيلة شهور عديدة حيث وصلت أدنى مستوياتها إذ تقلصت إلى ما يناهز 9 دراهم للكيلوغرام الواحد كثمن الجملة، ما يعكس حجم الأرباح التي راكمتها هذه الشركة التي ظلت تزود الداخليات المدرسية بدجاج سعره 22.50 رهما للكيلوغرام الواحد، و لما ارتفع ثمن الدجاج إلى حوالي 19 درهما كثمن الجملة، حاولت التملص من التزاماتها رغم هامش الأرباح الذي يصل إلى دراهم معدودة.
حرمان نزلاء المؤسسات الداخلية من اللحوم البيضاء (أما اللحوم الحمراء فلم يكن لهم الحظ في الاستفادة منها) نتيجة تملص الشركة من التزاماتها المفروض بمقتضى كناش التحملات، يفرض على مديرية التعليم التدخل لفتح تحقيق في النازلة، لأن التزامها لنوع من الصمت المطبق يحيل على تواطؤ مكشوف، و يفتح الباب أمام عديد تأويلات إذ لا يمكن للشركة أن تتحدث عن خسارة و هي التي تحصل على أرباح تقدر بحوالي 3 دراهم عن كل كيلوغرام لحم أبيض تزود به الداخليات، اللهم إذا كانت هذه القيمة من الأرباح لا تكفي...
كما ان حرمان النزلاء من حقوقهم في تغذية سليمة يعد منافيات لمضامين الخطابات الملكية السامية التي تحث على النهوض بالأوضاع الاجتماعية لرعايا جلالة الملك و منهم التلاميذ و الطلبة.
و جدير بالذكر أن التقرير الصادر عن المجلس الأعلى للتربية و التكوين قد أشار إلى هزالة الوجبات المقدمة لنزلاء الأقسام الداخلية، و لعل ذلك ما يعكسه وقع داخليات المؤسسات التعليمية بالجديدة، و هو ما يفرض تدخل المجلس الجهوي للحسابات لتقصي حقائق الصفقات التي تبرمها مديرية التعليم مع بعض الشركات المحظوظة.
عبدالفتاح زغادي

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة