التعليم الأولي في صلب اهتمامات عامل الجديدة والسلطات التربوية بجهة الدارالبيضاء–سطات
التعليم الأولي في صلب اهتمامات عامل الجديدة والسلطات التربوية بجهة الدارالبيضاء–سطات

تفعيلا لمضامين الرسالة السامية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في "اليوم الوطني حول التعليم الأولي"، المنظم تحت رعاية جلالته بالصخيرات، الأربعاء 18 يوليوز 2018، وسعيا  إلى تعميم التعليم الأولي بإقليم الجديدة،  احتضنت عمالة إقليم الجديدة، الجمعة 25 يناير 2019، لقاءا أوليا في موضوع: "التعليم الأولي: الحصيلة المرحلية وآفاق التعميم"، جمع المسؤول الترابي الأول  محمد الكروج، بمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء–سطات، عبد المومن طالب، والمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، عبد اللطيف شوقي، والمندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة، والمندوب الإقليمي لوزاة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومندوبة التعاون الوطني، ورؤساء الأقسام والمصالح.

هذا، ونوه عامل إقليم الجديدة في معرض مداخلته التي افتتح بها جلسة العمل، بما يبذل من مجهودات للرقي بجودة التعليم الأولي، والذي يحظى بالأولوية في برنامج التنمية بإلإقليم.  ودعا بالمناسبة المديرية الإقليمية للتعليم إلى التنسيق والتشارك مع السلطات المحلية والترابية، من أجل صياغة وتدقيق خارطة طريق،  يتم عرضها، الأربعاء 30 يناير 2019، على اللجنة التقنية الإقليمية، التي ستوسع قاعدة اشتغالها، لتشمل باقي المتدخلين في التعليم الأولي،  بغية اعتمادها بمشاركة القطاعات الحكومية والسلطات المحلية والمنتخبين.

واعتبر المسؤول الترابي محمد الكروج أن الجميع أمام رهان تنزيل الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالتعليم الأولي بالإقليم، وفق الجدولة الزمنية المعتمدة. رهان حتى يتسنى كسبه من نهج مقاربة واقعية، تسعى إلى تحقيق تعميم التعليم الأولي، وتوطينه الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار  القرب من الناشئة، وأن يكون في قلب كل دوار.

من جهته، ثمن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء–سطات، في مداخلته، العناية   الخاصة التي يوليها الفاعلون والشركاء، للتعليم الأولي بإقليم الجديدة. واعتبر انخراط السلطات الإقليمية والمحلية والترابية، وجميع المتدخلين، رافعة أساسية لكسب الرهان، ورفع التحديات. كما أن كسب الرهان هو  تجسيد وتمثل حي لتوجيهات الرسالة الملكية المؤطرة لمناظرة الصخيرات للتعليم الأولي،  والتي كان من أهم مخرجاتها وضع خطة وطنية للنهوض بالتعليم الأولي وتنزيلها على أرض الواقع.

وضمن مدير الأكاديمية، في هذا السياق، العرض المستفيض والمفصل الذي قدمه، الحصيلة المرحلية لبرامج التعليم الأولي على مستوى الإقليم، ومشاريع تطويره، معززة بالأرقام والمؤشرات الدالة على انخراط  مختلف الشركاء والفاعلين، وفي مقدمتهم عامل إقليم الجديدة.

وذكر المسؤول التربوي الجهوي بأن  قضية التعليم الأولى تحظى بأولية خاصة لدى أكاديمية التعليم بجهة الدارالبيضاء–سطات، مبديا استعداد الأكاديمية لوضع الفضاءات  التربوية الممكنة، بغية توسيع بنيات الاستقبال، وتوفير التجهيزات اللازمة، وتأمين التأطير والتتبع والتكوين للمشرفين والمربيات.

 وأكد مدير الأكاديمية أن الإمكانات  الاقتصادية والبشرية التي يزخر بها إقليم الجديدة والعناية الخاصة للشركاء، كفيلة بأن تعطي لهذا المشروع دفعة قوية لكسب الرهانات وتحقيق الغايات، التي جاءت في مضامين الرسالة السامية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في مناظرة الصخيرات. وشدد  على أن التعليم الأولي يعتبر مدخلا أساسا لإصلاح المنظومة التربوية وتجويد أدائها.

وثمن المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية للجديدة، في تدخله، الدعم المقدم للمديرية الإقليمية للتعليم من طرف مصالح العمالة والأكاديمية والشركاء، واعتبر أن من نقاط القوة الإجماع الذي يحظى به ملف التعليم الأولي بالإقليم. وأكد  أن المديرية الإقليمية تعمل حاليا على تدقيق المعطيات والتفاعل مع جميع  المبادرا ت، بغية تحقيق الالتقائية.

إلى ذلك، فقد عرف اللقاء  الأولي حول التعليم الأولي، الذي احتضنت أشغاله عمالة إقليم الجديدة، والذي سيتم توسيع قاعدة المتدخلين فيه، الأربعاء المقبل، عند انعقاد اللجنة التقنية الإقليمية، (عرف) تدخلات ومداخلات المدير الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة، والمندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومندوبة التعاون الوطني، كل من موقع اختصاصاته، نبذة عن التعليم الأولي، ومشاريع تطويره.

إلى ذلك، كانت المديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة عقدت، الخميس 26 يوليوز 2018، لقاءا تنسيقيا حول إعداد مشروع خطة إقليمية  لتنزيل البرنامج الوطني للتعليم الأولي بإقليم الجديدة. لقاء جرت أشغاله تحت رئاسة المدير الإقليمي للتعليم، بحضور مختلف المتدخلين في مجال التعليم الأولي، ممثلين في مصلحة الشؤون التربوية (مكتب التعليم الأولي، ومكتب موارد التعليم الأولي)، ومصلحة الشؤون القانونية والشراكة والتواصل (مكتب الشراكة، ومكتب التواصل)، ومصلحة التخطيط، ومصلحة البناءات والتجهيز، وكذا، مصلحة التكوينات لدى القسم الاجتماعي بعمالة إقليم الجديدة.

فهذا اللقاء انبثق عنه بالمناسبة إحداث خلية إقليمية، عهد إليها بالسهر على تشخيص الوضعية الراهنة للتعليم الأولي بالإقليم، على مختلف المستويات (الشراكات – التكوينات – موارد التعليم الأولي – الحاجيات من هذا النوع من التعليم بالإقليم- الأقسام المعدة للتعليم الأولي، في إطار الرؤية الاستراتيجية 2015 – 2030..).

وفي ال2 وال27 غشت 2018، عقد المتدخلون لقاءين موسعين، الأول كان من أجل تشخص وضعية التعليم الأولي بإقليم الجديدة،  بشكل أدق؛  والثاني كان  بغاية الإعلان عن الإجراءات الألوية الخاصة بتنزيل الخطة التي ستعتمدها الخلية الإقليمية المحدثة، المكلفة بالتعليم الأولي بإقليم الجديدة.

هذا، وفي تصريح خص به الجريدة، أفاد مسؤول تربوي أن المديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة، تسعى إلى تعميم التعليم الأولي بإقليم الجديدة، بنسبة  67%، في أفق سنة 2021، بغية مواكبة المعدل الجهوي والوطني فيما يخص تعميم هذا النوع من التعليم. واستحضر المصدر ذاته أن الملك محمد السادس  يولي عناية خاصة لإصلاح منظومة التربية الوطنية،  القضية الوطنية الثانية، بعد الوحدة الترابية.

 ومما جاء في مضامين الرسالة السامية التي وجهها جلالته إلى المشاركين في "اليوم الوطني حول التعليم الأولي"، المنظم بالصخيرات:

" (..) وهي مناسبة أيضا لتأكيد حرصنا على إنجاح هذا الإصلاح، عموما والنهوض خصوصا بأوضاع الطفولة في ارتباطها بالتعليم المبكر، لما له من انعكاسات إيجابية على الفرد والأسرة والمجتمع، داعين إلى التعاطي مع هذا الورش الإصلاحي المصيري، وفق مقاربة طموحة وجريئة تضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار، وذلك من منظور متكامل، يزاوج بين الكم والكيف، بما يساهم في تكريس وتعميم تعليم أولي منفتح يتميز بالفعالية والجودة. (..) لا تخفى عليكم أهمية التعليم الأولي في إصلاح المنظومة التربوية، باعتباره القاعدة الصلبة التي ينبغي أن ينطلق منها أي إصلاح، بالنظر لما يخوله للأطفال من اكتساب مهارات وملكات نفسية ومعرفية، تمكنهم من الولوج السلس للدراسة، والنجاح في مسارهم التعليمي، وبالتالي التقليص من التكرار والهدر المدرسي. كما أن هذا التعليم لا يكرس فقط حق الطفل في الحصول على تعليم جيد من منطلق تفعيل مبدأ تكافؤ الفرص، وإنما يؤكد مبدأ الاستثمار الأمثل للموارد البشرية، باعتباره ضرورة ملحة للرفع من أداء المدرسة المغربية (..)".

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة