نظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة الدارالبيضاء سطات الفرع الإقليمي بالجديدة محاضرة فكرية تكوينية للمفكر الدكتور خالص جلبي بعنوان (البناء المعرفي للإنسان) يومه الأربعاء الماضي 13 مارس 2019 على الساعة الخامسة مساء بمدرج المركز تحت شعار(جميعا من أجل الارتقاء بمهن التربية والتكوين). وذلك بحضور السيدة مديرة الفرع الاقليمي بالجديدة والسيد المدير المساعد بالمركز الرئيسي بالدار البيضاء و الأطر المتدربة بمسلك أطر الإدارة التربوية والأساتذة والأستاذات المتدربات من مختلف المسالك بالإضافة إلى عدد من الضيوف المدعويين.

ويعد الدكتور خالص جلبي طبيبا جراحا ومفكرا معروفا في ساحة الفكر الإسلامي المعاصر، من مواليد 1945 بسوريا، ورئيس قسم جراحة الأوعية الدموية المساعد سابقا بمستشفى الملك فهد التخصصي بالقصيم،فاقت مؤلفاته 25 مؤلفا ولعل أشهرها كتابه المعنون ب (النقد الذاتي) ،يقيم حاليا بمدينة الجديدة رفقة زوجته المغربية .

افتتح المحاضرة الاستاذ خليل النعيمي بكلمة ترحيبية بالضيف الكريم والحاضرين، و أثنى على انخراط كل من أطر مسلك تكوين الإدارة التربوية وجمعية الأعمال الاجتماعية في إنجاح هذه المحاضرة، بعد ذلك تلته كلمة السيدة مديرة المركز مرحبة بالضيف وبجميع الحضور ومثمنة هذه البادرة الطيبة،  وقبل انطلاق المجاضرة، عُرض على أعين الحاضرين  شريط فيديو للدكتور خالص جلبي يقدم فيه نفسه حيث يسرد فيه بعضا من سيرته الذاتية وأفكاره في كلام منظوم يمزج فيه بين العلم والسلم والمحبة والإخاء والتسامح ...

بدأ المفكر خالص جلبي محاضرته بكلمة شكر فيها الجميع واللجنة المنظمة على استضافته ومشيدا ببلد المغرب وأبنائه وخيراته، حيث عنون مداخلته ب (قوانين البناء المعرفي)عبر من خلالها عن عدة أفكار منها: مراحل تكون ونمو الإنسان  وبعض خصائصها–دور المجتمع في اكتساب اللغة والسلوك- الكتابة كذاكرة جديدة للإنسان-المناطق المكونة للدماغ وخصائصها-أهمية السبع سنوات الأولى في تعلم اللغة-ظاهرة العقل المعقدة لدى الإنسان –أهمية الخمس دقائق الأولى بعد ولادة الإنسان تعتبر مرحلة خطيرة إن لم يتم الانتباه إلى المولود كنقص الأوكسجين مثلا-الفيزياء الذرية-البيولوجيا-الطب – أبحاث الجينات- أبحاث الأعصاب- ضرورة قراءة الكتب لأن الكتاب الجيد هو الذي تخرج فيه بروح وتفكير جديدين يجب أن نقرأ ونؤسس أنفسنا في كل فرع معرفي-الإنتاج المعرفي توقف منذ أيام ابن خلدون- منطق ابن خلدون للوردي.

كما عرض الدكتور جلبي مجموعة من الكتب التي أثرت فيه وغيرت تفكيره منها مقدمة ابن خلدون وكتاب إيمانويل كانت (العقل المحض).

بعد ذلك تركت فرصة للمتدخلين ليطرحوا تساؤلاتهم على الدكتور، وقد كانت متنوعة منها ما صب في الجانب الفلسفي ونظريات التطور عند الإنسان، اللغة والمعرفة، علاقة العقل بالقلب،... وقد أجاب المفكر الإسلامي  على كل سؤال على حدة.

وقبل الاختتام تدخل كل من السيد خليل النعيمي والسيدة مديرة المركز بكلمات شكر وامتنان في حق هذا الرجل الذي يعتبر مفخرة للفكر الاسلامي المعاصر،  وسلمته درعا تكريميا باسم المركز،ليسدل الستار عن هذه المحاضرة على الساعة الثامنة مساء بأخذ صور مع الضيف الكريم.

ذ.عزيز البارودي - إطار متدرب بمسلك أطر الإدارة التربوية بالجديدة.