ندوة فكرية حول الحريات في المغرب بمقر جمعية النجد بالجديدة
ندوة فكرية حول الحريات في المغرب بمقر جمعية النجد بالجديدة


 نظمت أكاديمية الدراسات الإنسانية والمجتمع المدني بشراكة مع جمعية النجد للتنمية والأعمال الاجتماعية، بمكتبة رياض ضمن مشروع "كتاب قرأته" الأحد 24 نونبر 2019، ندوة فكرية حول الحريات في المغرب بعنوان "الحرية بين النص والواقع" بمداخلتين؛ حيث قدم الدكتور محمد سلمان قراءة في قانون الحريات بالمغرب، والدكتور عبد الله إدالكوس مداخلة بعنوان "الحرية في الخطاب الفقهي من القواعد الى المقاصد".
في البداية تم التذكير من طرف رئيسة الجلسة بالبرنامج الثقافي لهذا الموسم و أهم المواضيع التي سيتم مناقشتها، ثم أعطيت الكلمة للمتدخل الأول محمد سلمان الذي حاول تسليط الضوء على أهم البنود التي جاء بها دستور 2011 التي تؤسس للحريات بكل أنواعها؛ السياسية و الاجتماعية و الفردية، و أنه دستور  متقدم في ترسيخ الحقوق والحريات مقارنة بالدساتير التي سبقته، إلا أن الواقع السياسي والاجتماعي لم يسمح بإطلاق مزيد من الحريات لمجموعة من الإعتبارات؛ تتعلق بضعف النخب السياسية على التفاوض وعلى التنزيل، و على ميزان القوى الذي مازال في صالح البنى التقليدية، بالتالي فالنص القانوني متقدم مقارنة بالواقع.
في المداخلة الثانية ركز الدكتور عبد الله إدالكوس على التطور الذي عرفه مفهوم الحرية في التراث الإسلامي ابتداء من عصر التدوين مع الشافعي الى نظرية المقاصد مع الشاطبي وابن عاشور، وأنه يوجد من الفتاوى الدينية والقواعد الفقهية من كان متقدما على عصره، من ذلك "أن الأصل في الانسان البراءة" و "أن الناس أحرار" و "لا يجوز طلاق المكره"...، رغم منظومة الرق التي كانت موجودة. كما أنه لا يمكن محاكمة الفقيه من خلال فتاواه حسب عبد الله إدالكوس، لأنه كان مهووسا بالجواب العملي، فكان يتعامل مع الواقع بإيجاد الحكم الشرعي الذي يوافقه، ولم يكن منظرا أو فيلسوفا، كما أنه علينا أن نحاكم مفهوم الحرية في السياق الذي تبلور فيه، وأن لا نحاكمه بالبراديغم الحداثي الذي جاء بمفهوم جديد للحرية...
بالتالي حسب كلا الباحثين فإن النص الديني والقانوني كانا متقدمين على واقعهما، هذا الواقع الذي حكمته وتحكمه في الغالب سلطة تقليدية محافظة لا تقبل التغيير إلا بقدر طفيف...
ثم جاءت مداخلة الحضور من أجل إغناء النقاش، حيث ركز الأغلبية على التناقضات الموجودة بين النص والواقع، والأسباب وراء ذلك، كما دعا البعض الى تنظيم ندوات أخرى أكثر تفصيلا في موضوع الحريات، سواء الفردية أو السياسية أو الاجتماعي بين السياقين الإسلامي والحداثي.
 


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة