حي الكدية والقدس بالجديدة .. استمرار المعاناة من تدهور البنية التحتية والخدماتية
حي الكدية والقدس بالجديدة .. استمرار المعاناة من تدهور البنية التحتية والخدماتية


على الرغم من كونه يعد من بين الأحياء  الحديثة والراقية بعاصمة دكالة و التي تتوفر على نسبة مهمة من الشروط المطلوبة للسكن الكريم والإقامة، إلا أن هذا الحي متزال يشترك مع باقي احياء المدينة في عدد من المشاكل والصعوبات المرتبطة لتدهور البنية الطرقية والخدمات الأساسية كالنظافة والأمن وغيرها..

وجدير بالذكر ان المجال السكني لحي كدية بن ادريس يضم عددا من التجزئات المأهولة ويتعلق الأمر بتجزئة الكوهن والكدية والقدس والسكك  وإقامة العمران و التي أحدثت في اغلبها من طرف وزارة الاسكان خلال فترة الثمانينات.

ويعاني هذا التجمع السكاني  من عدة مشاكل تتمثل أساسا في تدهور مجموعة كبيرة من الأزقة والشوارع التي تآكلت وانتشرت بها الحفر والأتربة، اما على صعيد النظافة فتجدر الإشارة الى وجود عدد من  النقط السوداء بالحي، حيث تتراكم الازبال والقاذورات بالقرب من الحاويات، نتيجة تأخر شاحنات النظافة في عملية الجمع وكذا بسبب عمليات التنقيب والبحث عن الأشياء القيمة  التي يقوم بها "البوعارة" les boueurs.

من جانب آخر نشير إلى الإهمال الذي طال جميع المساحات الخضراء بهذا التجمع السكني خاصة قرب مسجد القدس والمركز التجاري الكدية الذي يعاني هو الآخر من عدم ترصيف جنباته وساحته الداخلية، الأمر الذي دفع بساكنة الحي إلى أخذ المبادرة والتكفل بتهيئة بعض المساحات الخضراء والعناية بها،كما هو الشأن بالنسبة للحديقة الصغيرة المتواجدة بحي القدس قرب المسجد، والتي سبق وأنشأتها جمعية سكان حي القدس قيل 14 سنة، بدعم من المرحوم محمد كارينار،وذلك في غياب تام لمسؤولي المجلس البلدي الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الاهتمام بهذا المجال السكني.

اما بخصوص الإنارة العمومية فإن السكان يشتكون من تلاشي الأعمدة الكهربائية التي صارت تهدد سلامة المارة، وكذا التأخر في استبدال المصابيح المعطلة،هذا بالإضافة إلى مشكل ضعف الإضاءة الذي تتسم به في معظم المصابيح المتواجدة بالحي،الامر الذي يحفز فئة المنحرفين على القيام بأعمالهم الإجرامية إتجاه الساكنة.  

مشكل آخر تعاني منه الساكنة، ويتعلق الامر باختناق حركة المرور عند مدخل الحي بالقرب من المركز التجاري "كارفور" طريق مراكش،حيث تتواجد محطة الطاكسيات الكبيرة وتنعدم الإشارات الضوئية،أيضا تعاني الساكنة وخاصة منهم الطلبة والتلاميذ والموظفون من عدم ربط هذا التجمع السكني بشبكة النقل الحضري/ الطوبيسات على مستوى شارع ابن باديس. 

من جانب آخر نشير إلى التحولات التي أخذ يعرفها هذا التجمع السكني والتي تهدد بفقدانه لوظيفته السكنية،حيث لوحظ في السنوات الأخيرة انتشار عدد من المؤسسات الخاصة والمرافق التجارية والتعليمية داخل فضاءات الحي،وقداختلفت مواقف الساكنة من هذه الظاهرة بين فئة  تنتقد وجود هذه المرافق والمؤسسات وتعتبرها خرقا سافرا لهوية الحي ووظيفته كفضاء مخصص للسكن والسكينة، وفئة أخرى لاترى ضررا في تواجد هذه المرافق باعتبارها تقدم خدمات القرب للساكنة، خاصة منها رياض الأطفال ومتاجر بيع المواد الغذائية.

معاناة ساكنة هذا التجمع السكني لاتقف عند هذا الحد،بل تمتد لتشمل مشكلا جديدا أخذ يؤرق بال سكان تجزئة القدس على الخصوص،ويتعلق الأمر بمشكل صعوبة ركن السيارات امام منازلهم،حيث انه ومنذ الشروع في أداء صلاة الجمعة والتراويح بمسجد القدس الذي أنشأه المرحوم الحاج موسى سمير،اصبح مشكل ركن سيارات المصلين يطرح نفسه بإلحاح في غياب موقف للسيارات قرب المسجد،علما ان محيط هذا الأخير يتوفر على مساحة صالحة لإنشاء هذا المرفق الحيوي،حيث سبق للساكنة ان اقترحت على المجلس البلدي القيام بذلك،لكن مقترحهم هذا  لم يلق الآذان الصاغية لدى مسؤوليه.

على صعيد آخر تسجل الساكنة بامتعاض كبير الإهمال الكبير الذي تعرفه الأسوار الخارجية وجنبات المؤسسات التعليمية المتواجدة بهذا التجمع السكني( مدرسة ابن الشرقي ومدرسة سيدي موسى)،التي لم يتم بعد ترصيف جنباتها وتدعيم أسوارها وتقليم الأشجار المحيطة بها،الأمر الذي جعل منها مرتعا لرمي الأزبال ومخلفات عمليات البناء،نفس الوصع تعاني منه جنبات الثانوية التقنية الرازي التي لم تستكمل بعد عملية الترصيف،حيث تعاني هي الأخرى من مشكل  تجمع الازبال داخل المساحات الفارغة التي تحيط بها.

في الختام نتساءل مع ساكنة الحي حول مشروع بناء مقر لوكالة توزيع الماء والكهرباء Radeej قرب مسجد القدس،والذي قيل عنه الكثير منذ اواخر الثمانينات، لكنه لم ير النور بعد الى يومنا هذا،نفس التساؤل نطرحه حول الاستمرار في إغلاق مركز الشرطة بحي الكدية، بالرغم من أننا سجلنا تراجعا كبيرا في نسبة السرقة بالعنف والاعتداءات التي كانت تتعرض لها في السابق نساء وفتيات الحي.

في الأخير نشير إلى أن معظم التجزئات السكنية التي أنشأتها وزارة الإسكان منذ بداية الثمانينات وتم تسليم المجالس البلدية المتعاقبة على التسيير القطع الأرضية المخصصة لاحتضان المرافق التجارية والاجتماعية مازالت ترزح تحت نير العديد من المشاكل والصعوبات،حيث لم يبادر مسؤولو المجلس البلدي الى انجاز المرافق المسطرة في تصاميم هذه التجزئات رغم مرور اكثر من 30 سنة على إحداث هذه التجمعات السكنية(الكدية،القدس،سيدي موسى،المويلحة).



الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة