من ذاكرة الجديدة.. المرحوم سيدي أحمد بوافي عملة نادرة في رياضة كرة اليد المغربية
من ذاكرة الجديدة.. المرحوم سيدي أحمد بوافي عملة نادرة في رياضة كرة اليد المغربية


في يوم الإثنين 25 يوليوز 2016 ودعت الجديدة ومن خلالها كل الساحة الرياضية " سيدي أحمد بوافي " ، في ذلك اليوم الحزين تهاوى هرم كبير ، وسقطت جوهرة من المعدن النفيس كانت ترصع " قلادة " الرياضة الجديدية والوطنية ، حتما لم يكن الأمر هينا على النفوس ، التي شيعت فقيدها الغالي في جنازة مهيبة ، تليق بحجم ما أسدى من خدمات ، وما بذل من عطاءات .
سيدي أحمد كان نجما بارزا في كرة اليد ضمن فريق النادي الجامعي الجديدي ، الذي كان يضم عمالقة اليد في ذاك الزمن الجميل أمثال فوفانا والبطيوي ومولاي سعيد الشرقاوي والذهبي وغيرهم ، وكان أيضا من أعضاء الفريق الوطني لكرة اليد ، امتع إلى جانب زملائه متعة لازال رجع صداها يتردد بمختلف جنبات قاعة المرحوم نجيب النعامي .
والرجل كان يتنفس الرياضة ويعشقها ويذوب في حبها ، حتى وبعد ان اعتزل اللعب لم يضع معها قطيعة ، بل عاد إليها من بوابة التسيير ، واستفادت من تجربته إطارا بالخزينة العامة ، وكان عنصرا فعالا في تسيير فريق الدفاع الجديدي سنة 1976 في المكتب الذي كان يترأسه المرحوم عبدالكريم بنسليمان ، الذي اختاره أمينا للمال في ذلك الموسم الذي صال فيه الدفاع وجال بملعب الأب جيكو ، إذ كان يستقبل بهذا الملعب بسبب إصلاحات في ملعب العبدي ، وكانت كل انتصاراته على ضيوفه بحصص عريضة بثلاثة أهداف فمافوق ، واستمر سيدي أحمد في نفس المنصب على عهد المكتب الذي كان يرأسه المرحوم إدريس شاكيري ن وفي سنة 1989 كون شاكيري أول " أومنيسبور " الدفاع الحسني الجديدي متعدد الرياضات ، وكان المرحوم كذلك أمين ماله ، وكان لي شرف أن أكون ضمن التشكيلة المسيرة التي كانت تضم اسماء بارزة منها عبدالله منصف والمرحوم رشيد حسان .
تعرفت كثيرا عن سيدي أحمد الذي جاورنا بدرب البركاوي وهو زوج للا خديجة الشرقاوي كريمة المرحوم مولاي أحمد الشرقاوي ، أحد اعرق العائلات بالجديدة .
وفي ظرف وجيز حتى ولو لم يكن سيدي احمد من أبناء درب البركاوي ، فقد صار من أبنائه البررة ، فلم يسجل قط على المرحوم أنه تخلف عن مشاركة ساكنته أفراحهم وأقراحهم ، بل كان مبادرا إلى مواساة المرضى والسؤال  عنهم والوقوف إلى جانبهم .
احتضنه سكان درب البركاوي من خلال الدائرة 28 بمناسبة الانتخابات الجماعية لسنة 1976 ، يوم ترشح سي بوافي مع مجموعة المرحوم الدكتور عبدالكريم الخطيب ، في حملة انتخابية حامية الوطيس ضد المرحوم محمد أرسلان الجديدي ، وأكيد أن حجم ميول السلطة للورقة البيضاء  فوت على درب البركاوي فرصة الاستفادة من التجربة الكبيرة للمرحوم " أحمد بوافي " عندما آل الفوز إلى المرحوم " أحمد الغربي " 
وبرغم ذلك ظل سيدي أحمد بوافي " من حكماء الحي الذين يستشارون في أموره ، ودائما استمر قريبا من الرياضة من موقع رئيس للدفاع الجديدي لكرة السلة ، ولم يتراجع لأن حبه للرياضة ضعف وانتهى ، وإنما لمرض عضال ألم بالرجل وانهك قواه ، إلى ان أسلم الروح إلى خالقه في ذلك الاثنين الحزين الذي أبدا لا نريد أن نتذكره ، نم قرير العين يا أباعمر ومريم ونورة ، لقد كنت خلوقا وشامخا في عطائك الرياضي  الله يرحمك أيها البطل . 

عبد الله غيتومي 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة