المحامي الذي قضي نحبه بطريقة تراجيدية في منزله بالجديدة.. من يكون ؟
قضى محام من هيئة الجديدة بشكل تراجيدي نحبه، في حريق مهول، اهتزت على وقعه، ليلة أمس الاثنين عاصمة دكالة.
وفي تفاصيل النازلة المأساوية، فإن المتدخلين لدى السلطات الأمنية والمحلية، ورجال الإطفاء من ثكنة الوقاية المدنية، هرعوا، فور إشعارهم في حدود الساعة العاشرة و15 دقيقة من ليلة أمس الاثنين، إلى منزل كائن في تجزئة "بئر أنزران" بالجديدة، على مقربة من محطة للبنزين، غير بعيد من مقر الملحقة الإدارية الرابعة، حيث واجهوا حريقا مهولا، اندلع في منزل يطل على شارع عبد الرحمان الدكالي، ذي الاتجاهين.
هذا، ووجد رجال الإطفاء صعوبة، الذين استعانوا بشاحنة-صهريج، في إخماد ألسنة النيران وأعمدة الدخان المتصاعدة من نافذتي المنزل بالطابق العلوي. وقد كانت المفاجأة عندما عثروا بداخل البيت المحترق على رجل جثة متفحمة، تبين أنها لقاطنه المدعو قيد حياته (الطاهر مستقيم)، الذي كان يشغل بالمناسبة محاميا لدى هيئة الجديدة. إذ جرى نقلها على متن سيارة الإسعاف، إلى المستشفى الإقليمي، حيث تم إيداعها في مستودع حفظ الأموات، لإخضاعها، بتعليمات نيابية، للتشريح الطبي، من أجل تحديد السبب أو الأسباب الحقيقية للوفاة، إثر الحريق المهول الذي اندلع في منزل الهالك، والذي يجري بشأنه المحققون من أمن الجديدة بحثا تحت إشراف النيابة العامة المختصة؛ وهو البحث القضائي الذي يجب أن يتم فيه، رغم أن المعطيات الأولية تشير إلى كون الحريق نجم عن شمعة، وأن المنزل ذاته سبق أن تعرض، منذ حوالي 3 أشهر، لحريق، (يجب أن يتم) استحضار كل صغيرة وكبيرة، وجميع الاحتمالات.. والنبش في حياة ومحيط الضحية، الذي أردته ألسنة النيران جثة متفحمة، داخل منزله، حيث كان يتواجد بمفرده.. بما في ذلك احتمال وجود خصام ما مع بعضهم، أو نزاع حول عقار ما، أو أي شيء من هذا القبيل، قد يتم استغلاله للتغطية والتضليل في نازلة الحريق، الذي يحتمل أن يكون حادثا عرضيا أو عملا مدبرا.. ليبقى الباب مفتوحا على جميع الاحتمالات، إلى أن يتم، بالحجة والدليل، فطع الشك باليقين.
إلى ذلك، فإن الهالك كان التحق، مطلع ثمانينات القرن الماضي، سنة 1982 أو 83، بسلك المحاماة بالمغرب، بعد أن كان تلقى تدريبا لدى أحد المحامين بالدارالبيضاء؛ وبعدها، انضم إلى هيئة المحامين ل"سان دوني" بفرنسا، مستفيدا في ذلك من اتفاقية شراكة مبرمة وقتها بين هيئة المحامين بالدارالبيضاء، وهيئة المحامين بباريس. وقد انتقل بعد ذلك للعمل لدى عدة هيئات للمحامين داخل المغرب، كما خضع، مدة سنة، لتكوين في علم الإجرام (criminologie)، بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي سنة 1996 أو 97، التحق بهيئة المحامين بالجديدة، وظل يمارس بها إلى غاية سنة 2002، وهو التاريخ الذي تم فيه اتغاضي عنه. حيث إنه بقي يحمل صفة محام، دون أن يكون له الحق في ممارسة المهنة، جراء عدم قيامه بتسوية وضعيته لدى هيئة المحامين بالجديدة، التي ظل ينتسب إليها، إلى أن قصى نحبه بشكل مأساوي في الحريق المهول.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة