عبد الحق بنشيخة.. المدرب الجزائري الذي احتضنته الجديدة فخلق لنفسه مكانة متميزة في قلوب الدكاليين
بعد أن احتضنته مدينة الجديدة كأحد أبنائها وجعلته بدفئها وترحابها رقما مميزا في هويتها الرياضية بإشرافه على فريقها الأول "الدفاع الحسني الجديدي"، نجح المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، في أن يخلق لنفسه مكانة متميزة في قلوب مكونات فارس دكالة، بأخلاقه وأسلوب تعامله المبني على التقدير والاحترام والمهنية.
وزادته عودته غير المشروطة لتدريب الدفاع الحسني الجديدي، بداية الموسم الجاري، ترسيخا في قلوب الدكاليين، تجسدت بعد قرار المكتب المسير التشبث به كمدرب للفريق لما أعلن الانسحاب من مهمته ،عقب توالي النتائج السلبية.
وهكذا، نسج عبد الحق بنشيخة علاقات متميزة تقوم على الاحترام المتبادل مع كل مكونات الدفاع الحسني الجديدي من مسيرين ولاعبين وجمهور ، تجدرت أكثر بفعل احترافيته والتزامه المهني، حيث توج مع الفريق خلال موسم 2013-2014 بأول كأس للعرش في تاريخ النادي، وإعداده لمجموعة متألقة فرضت هيبتها على الساحة الوطنية والقارية لست سنوات.
وأكد بنشيخة ،في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء، أن علاقته بفريق الدفاع الحسني الجديدي، "تتجاوز علاقة مدرب بفريق، بل هي علاقة صداقة ومودة، لأن مدينة الجديدة في القلب والعقل".
وأضاف أنه تعرف على المغرب من خلال مدينة الجديدة، التي فيها حصل على أول لقب له وجعلته يقع في حبها، سيما وأن السلطات المحلية في المدينة منحته مفتاحها بشكل رسمي.
وأوضح أن علاقته بمكونات الفريق يطبعها الاحترام والتقدير ويحس كأنه في بلده وفي بيته وبين أفراد أسرته، مبرزا أنه خلال عمله بفرق أخرى، داخل أو خارج المغرب، كان يحرص دائما على تنظيم تربصات ومعسكرات مغلقة بالجديدة، لأنها تتوفر على كل ظروف وشروط العمل، إضافة إلى العلاقة الوطيدة التي تربطه بها.
وأشار إلى أنه عاد إلى مدينة الجديدة ووقع عقدا يمتد لسنتين، وهي المرة الأولى التي يقدم على هذا، لسببين إثنين، أولاهما رد الجميل للمدينة التي احتضنته وبوأته مكانة مرموقة، وثانيهما إيمانه بالمشروع الرياضي الطموح الذي سطره المكتب المسير للنادي الدكالي.
وأكد المدرب الجزائري أنه غير راض عن النتائج المحققة حاليا مع فارس دكالة، لكنه يؤمن بقدرات لاعبيه، الذين يلزمهم بعض الوقت لإبرازها بعد عودة الثقة في النفس إليهم، مبرزا أنه كان يتوقع هذه البداية المتعثرة، لأنه لا يمكن تحقيق نتائج إيجابية آنية مع تغيير شبه كلي لمكونات الفريق.
وختم بنشيخة تصريحه بالحديث عن تطور كرة القدم المغربية، مشيرا إلى أن الجامعة الملكية المغربية للعبة، قامت بمجهود جبار على المستوى اللوجستيكي ،والبنيات التحتية والبرمجة والنقل التلفزي، إضافة إلى اعتماد تقنية "الفار" مما أعطى قيمة مضافة للبطولة الوطنية على الصعيد العربي والإفريقي.
من جهته، أكد عبد اللطيف المقتريض، رئيس فريق الدفاع الحسني الجديدي، أن علاقة المكتب المسير بالمدرب عبد الحق بنشيخة، هي علاقة مبنية على الود والاحترام والثقة بين الطرفين، مبرزا أن بنشيخة عاد إلى الجديدة من أجل مشروع إعادة تشبيب الفريق، الذي فرضته ظروف خاصة وعامة، سيما أن عددا من اللاعبين قضوا مع الفريق الجديدي ثماني سنوات، وكان لا بد من إحداث تغيير بإدماج لاعبين من فئات عمرية أخرى وجلب لاعبين جدد.
وعن التشبث بالمدرب ،الذي قرر الانسحاب بعد حالة الاستعصاء التي مر منها الفريق، أوضح المقتريض، أن المكتب المسير تشبث ببنشيخة وجدد الثقة فيه ووعده بالوقوف إلى جانبه، مؤكدا له أن إنجاح المشروع المعتمد من قبل المكتب هو الأهم وأن النتائج ستأتي من بعد.
وبخصوص علاقة المدرب باللاعبين، أوضح الحارس محمد اليوسفي، أنها علاقة طيبة يطبعها الاحترام والتقدير والحب المتبادل، موضحا أن بنشيخة "يكون حازما وصارما خلال الحصص التدريبية والمباريات، وودودا وطيبا خارج ذلك الإطار، حيث يتعامل مع جل اللاعبين بحب الأب لأبنائه، وهنا تكمن قوة وقدرة المدرب على قيادة المجموعة".
من جانبه، تحدث العربي كوجيف، أحد المهوسين بحب الفريق الجديدي،عن علاقة المدرب نفسه بمحيطه، وقال "منذ 55 سنة وأنا أتابع أخبار فريقي المفضل وأسافر معه، ولم أشاهد مثل عبد الحق بنشيخة الرجل المحترم، الذي يحب اللاعبين ويعتبرهم كأبنائه".
وأضاف أن بنشيخة تعلق بمدينة الجديدة وأحب أهلها وفريقها وكان له الفضل في تحقيق أول لقب لفارس دكالة، مبرزا أنه رغم كون الإطار التقني الجزائري أشرف على تدريب العديد من الأندية الوطنية، إلا أنه ظل وفيا لمدينة الجديدة وفريقها بل وعاقد العزم على إخراج الفريق من الوضعية التي يوجد فيها.
وتبقى للمساندة التي لقيها المدرب واللاعبون من طرف جميع مكونات النادي بدون استثناء، دورا إيجابيا وتحفيزيا، ساهم في تحقيق نتيجتين إيجابيتين، حيث تفوق الفريق على فريقي يوسفية برشيد وحسنية أكادير، ورفع رصيده إلى 17 نقطة، نالها من أربعة انتصارات وخمسة تعادلات وست هزائم.
تجدر الإشارة الى أن بنشيخة أشرف في البطولة الوطنية الاحترافية على الجهاز التقني لأندية الدفاع الجديدي موسم 2013-2014، ثم الرجاء البيضاوي لفترة قصيرة سنة 2014. كما كانت له تجربة مع فريق اتحاد طنجة في موسم 2015-2016، وتولى عقب ذلك تدريب فريق المغرب التطواني في سنة 2017، إضافة إلى تدريب مولودية وجدة في الموسم الماضي، قبل أن يعود مجددا هذا الموسم إلى فريق الدفاع الحسني الجديدي.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة