ريان الذي لم يمت
ريان الذي لم يمت


أهكذا تسافر من دون وداع؟

لم يمهلك الموت يابني... جاءك مستعجلا قبل أن يزهر الربيع...وتداعب الفراشات ..
سافرت  حتى دون أن تكمل  مع أمك حديثا عابرا في ما تبقى لك من حياة ...
ريثما تضيف أحرفا في دفاترك ..
ريثما نحكي لك قبل أن تنام  حديثا شجيا عن ملحمة ملاك نوراني بكته الإنسانية جمعاء ...
ريان ياحلمنا ... يانشيدنا... ياضميرنا... إني أناديك وأنت من وراء حجاب... فهل تسمعني..!؟
تطلعت قلوب  الناس جميعا لإنقاذك يا ريان...
و هب لنجدتك بلدك بأكمله ، بما يليق بحضارته التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ...
ولم تنحن جهوده  إلا أمام مشيئة الله...
و كتب لك يا ريان وأنت ترسم أولى الخطوات في لوحة الحياة ، أن تكمل لعبك البريء ، بين أحضان الملائكة...
أنت الطفولة والبراءة وأول البوح وأول الخطو..
أنت قطرة ندى وخرير ماء..
رحلت و كأنك لم تعش بيننا سنواتك الخمس ،  إلا لكي تترك لنا عبرا لا تنسى ...
لكي تجعلنا نشعر  و نحن في غمرة جرينا وراء الأوهام ، أن بداخلنا جذوة  ما تزال مشتعلة، حتى و إن  واراها الرماد .
لكي تشعرنا بأنه ما يزال بداخلنا قلب يرق لطفل يئن تحت الأنقاض.
لكي تجعلنا نحس بطفل بريء مليء بالأمل  ، يسكن في أغوارنا ، يختنق بين ظلمات نفوسنا. علينا أن نحنو عليه ، و ننقذه من مخالب الموت.
هو ذاك النور الذي سينير لنا الطريق..
هو ذاك ريان الذي لم يمت...
ولا ينبغي أن يموت...



محمد بن طلحة الدكالي





.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة