مخدر ''السلسيون'' يتربص بالقاصرين والشباب بحي القلعة بالجديدة
مخدر ''السلسيون'' يتربص بالقاصرين والشباب بحي القلعة بالجديدة


بعد أن كان حكرا على المتشردين وأطفال الشوارع في وقت سابق، تسلل مخدر "السلسيون" إلى نيوف شباب حي القلعة كما باقي الأحياء الشعبية لمدينة الجديدة، وأصبح استنشاقه في الآونة الأخيرة ظاهرة تهدد أطفالا ومراهقين في عمر الزهور..

قاصرون وقاصرات يدفعون السم بأيديهم إلى جهازهم التنفسي عبر أكياس بلاستيكية، وعقول مغيبة وأعين صغيرة غابت عنها البصيرة بعد أن خدرها "السلسيون"، مشهد يتابعه الجديديون بحسرة وألم شديدين في بعض الفضاءات والعمارات المهجورة وشوارع والأزقة بالمدينة، لشباب تركوا الرياضة، واختاروا التعاطي لهدا النوع من المخدرات. 

ظاهرة باتت تهدد شباب حي القلعة بالجديدة بقوة، حيث أصبح "السلسيون" يشكل بديلا خطيرا لمواد مخدرة تقليدية، من قبيل الحشيش والقرقوبي، وذلك  راجع بالأساس إلى سهولة اقتنائه وتوفره بمحلات تجارية تبيع هذا "اللصاق المخدر" علنا دون أية مراقبة، علاوة على أن مفعوله يؤثر على  الدماغ ب"سرعة لحظية". 

الظاهرة بدأت تستفحل بشكل مهول وسط الشباب سواء العاطل عن العمل او المتمدرس ، وحي القلعة بأزقته ودروبه المتشعبة أصبح نموذجا مبسطا حيث اضحى يشهد بشكل شبه يومي نزاعات وتبادل للضرب والجرح بين الشباب بسبب هذه المادة “السيليسيون”.

 إذ انه بعد تجفيف منابع القرقوبي بهذا الحي  من طرف السلطات الأمنية  لجأ الكثير من المراهقين الى ايجاد البديل المتمثل في مادة السليسيون نظرا لتوفرها بكثرة، وتوجد في متناول الجميع..

"السلسيون" لصاق لا يتجاوز ثمنه خمسة إلى سبعة  دراهم، يتم استيراده خصيصا لأغراض ميكانيكة حيث يستعمل لرتق إطارات السيارات، ويأتي على شكل عبوات صغيرة الحجم، بيد أن طريقة استعماله أخدت منحى آخر في السنوات القليلة الماضية، ليدخل في خانة "المخدرات" التي يقبل عليها الشبان والقاصرون. 

15 دقيقة إلى 30 دقيقة هي المدة التي يستغرقها "السلسيون" ليصل إلى سائر أعضاء الجسم، حيث يستمر تأثيره على هذه الأخيرة من ساعة إلى ساعتين، إذ يؤثر على الدماغ ويفقده لقدرة على التقييم السليم للأمور، والمسافات، والزمن. 

ومن الأضرار والمشاكل التي يسببها استنشاق هذا اللصاق الخطير؛ احتمال حدوث فشل في الجهاز التنفسي، وزيادة عدد نبضات القلب غير المنتظمة، إلى جانب حدوث صداع، واضطرابات في الرؤية، بالإضافة لحدوث قيء وغثيان مفاجئين، وانخفاض في ضغط الدم، فيما قد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الوفاة المفاجئة. 
 
وطالبت العديد من الفعاليات بالمدينة من الجهات المعنية التدخل لوضع حد لهذه الظاهرة التي اصبحت تقض مضاجع الساكنة ليلا نهارا، عبر تضييق الخناق على بائعي هذه المواد السامة وتجفيف منابعها وانزال عقوبات قاسية في حق كل من ثبت بيعه لهذه المواد للاطفال والمرهقين دون وازع ضمير في إطار مقاربة  تربوية تنخر فيها جمعيات المجتمع المدني تعزيزات للمقاربة الأمنية التي لا تكفي وحدها للحد من هذه الظاهرة ..

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة