افتتحت بفضل الله مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي, يوم الجمعة 17 شوال 1445 الموافق للجمعة 26 أبريل 2024, بمقر فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة و التحرير بالجديدة, المعرض الثاني لكتاب التاريخ للجديدة 2024 (الدورة الثانية), و الذي تنظمه, في اطار أعمالها الهادفة لإعادة احياء مدينة الجديدة, تحت شعار "الجديدة رجال و تاريخ". 

و قد سميت هاته الدورة, على اسم, الحاج محمد الصديقي رحمه الله, حفيد شيخ الاسلام أبي شعيب الدكالي, و رئيس دائرة الجديدة الأسبق, الذي فارقنا الى دار البقاء, في أواخر السنة الماضية, و الذي له الأيادي البيضاء في ظهور المؤسسة, وكذا عدة إصدارات جد مهمة, متعلقة بتاريخ دكالة و رجالاتها. وقد افتتح المعرض بآيات من الذكر الحكيم, والنشيد الوطني, ثم كلمة رئيس المؤسسة و مدير المعرض, ذ مولاي أحمد الصديقي, تلتها المداخلة الأولى, للبروفسور أحمد بوشرب, في موضوع "مشكل الماء في دكالة من خلال مصادر برتغالية", تم تقديم الأستاذ أحمد متفكر لكتابه, "التذكير و الاخبار بتراجم علماء و صلحاء و أدباء دكالة الأخيار" من إصدارات مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي, و الذي يعتبر فهرسة فريدة من نوعها , تجمع علماء و صلحاء و أدباء دكالة. و قد تطلب هذا العمل الجد مهم للحفاظ على تاريخنا, بحثا طويلا و معمقا. 

وفي اليوم التالي افتتحت المداخلات، بمداخلة الأستاذ نور الدين الصوفي, الباحث في التراث الأندلسي, و الذي تحدث في مداخلته عن " رباط دكالة في المدينة المنورة", و قد كان موضوعا جد شيق, و اكتشاف رائع لمعظم الحضور. بعد ذلك ألقى الدكتور حمزة الكتاني, مداخلة حول العلامة الجديدي الكبير, "سيدي محمد بن ادريس القادري" صاحب المؤلفات القيمة والمتعددة. لتاتي بعد ذلك, أول المداخلات الأجنبية, من خلال تقديم الأديبة الفرنسية الدكتورة لورنس دولود, لكتابها "فوق النسيان"  , الذي تتحدث فيه عن والدتها, التي كانت تدرس بثانوية ابن خلدون بالجديدة ابان الحماية الفرنسية, والتي أصبية في كبرها بمرض "الألزيمر" . و يجدر بالذكر أن هذا الكتاب يعرض لأول مرة منذ إصداره, في معرض كتاب التاريخ للجديدة. لتليها مداخلة فرنسية مغربية, للبروفسور نلسيا دولانوي حول جدثها الطبية أوجين دولانوي, مؤسسة مستثفى الجديدة, و ذ المصطفى جماهري, حول الدكتور جي دولانوي, رئيس جمعية " الوعي الفرنسي" التي كانت تظم فرنسيين مساندين لاستقلال المغرب. ليختم اليوم الثاني بمداخلة جد مهمة للأستاذ يوسف هندي, باحث مغربي-فرنسي في المسيانية, و قد تحدث عن المسيانية الصهيونية, و علاقتها بما يحدث في غزة الان.

هذا  و قد شرف المحفل الثقافي في يومه الثاني بحضوره, المندوب السامي, الدكتور مصطفى الكثيري. وقد أقيمة مأدبة عشاء على شرف المشاركين المغاربة و الأجانب, و عدد من المدعوين من الجديدة و خارجها, في أجواء رائعة في"دار المسفريين" بدرب غلف, التي عرفت حركة وطنية و ثقافية قوية, ابان فترة الحماية في مدينتنا. 

وقد اختتمت أعمال معرض كتاب التاريخ للجديدة 2024 (الدورة الثانية) في يومه الثالث, بتقديم الأستاذة حنان الرجراجي, لكتابها الذي أصدر مؤخرا"رجراجة" باللغة الفرنسية, والذي  ترجم للغتين العربية و الإنجليزية. 

و في اطار أنشطته الموازية, عرف المعرض,عرضا للوحات الفنان حمزة الدريوي, وهو فنان شاب واعد, يقطن بمدينة الجديدة, و قد لقيت لوحاته استحسان و تشجيع الحضور. و بمناسبة الدورة الثانية لمعرض كتاب التاريخ للجديدة, تم افتتاح بفضل الله, مقر مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي بشارع الحسن الثاني, صباح الجمعة 17 شوال, بحضور السيد مندوب المقاومة, و السيد المدير الإقليمي للثقافة, و السيدة مديرة المركز الثقافي الفرنسي, و عدد من المثقفين المغاربة و الأجانب ,المذكورون أعلاه و شخصيات من الجديدة و خارجها.

 حضي هذا الملتقى الثاني من نوعه في مدينتنا، بإقبال مكثف و تغطية واسعة, و خصوصا بمشاركة جد مميزة مغربية و أجنبية, التي جعلت من الدورة الثانية, دورة الحاج محمد الصديقي, أول دورة دولية, أعطت لمدينتنا بفضل الله, اشعاعا وطنيا و دوليا.  و قد تم خلالها كذلك, منح جوائز أحدثتها المؤسسة, للنهوض و التشجيع على الثقافة, كأساس لكل نهضة محلية و وطنية. منحت أول جائزة "محمد الصديقي للتاريخ" للحفاض على تاريخ دكالة و أرشيفها، لكل من: البروفسور أحمد بوشرب, الأستاذ أحمد متفكر , البروفسور نيلسيا دولانوي, و الأستاذ المصطفى جماهري, ثم أول جائزة "عبد الرحمن الدكالي" للقدس و التقارب العربي, لسيادة المطران عطا الله حنة, مطران الروم الارتدوكس بفلسطين الحبيبة, وعراب الدورة الثانية لكتاب التاريخ للجديدة 2024 , و الذي أرسل من القدس الشريف, رسالة محبة و ايخاء, الى مدينة الجديدة و معرضها لكتاب التاريخ. 

و مباشرة بعد اختتام اعمال الدورة الثانية لكتاب التاريخ للجديدة, أعلن ذ مولاي أحمد الصديقي, عن افتتاح الحفل الثقافي الجديد لمؤسسة شعيب الصديقي الدكالي, وهو "الليالي الفلسفية للجديدة", و الذي دشنه البروفسور طارق رمضان, المفكر السويسري الكبير, بمداخلة رفيعة, ألقاها في فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة و التحرير, عنوانها "مسؤولياتنا الروحية و الإنسانية في ضوء الرسالة", منح مباشرة بعدها أول جائزة "شعيب الصديقي الدكالي" للفكرالإصلاحي.

 و قد حضي هذا الحفل الثقافي الكبير، بتغطية إعلامية واسعة, ويمكن الاطلاع على كافة المحاضرات على قناة المؤسسة.