عاشت المحكمة الابتدائية بالجديدة، أمس الخميس 06 يونيو 2024، على إيقاع حفل تكريم الرئيس الأول السابق لمحكمة الاستئناف بالجديدة، الدكتور أحمد نهيد، وفضيلة الأستاذين عبد المجيد المهادي وهشام دوليم، اللذين اشتغلا برحاب المحكمة الابتدائية بالجديدة، الأول بصفته قاضيا، والثاني بصفته نائبا أول لوكيل الملك لديها.
وحضر فعاليات حفل الاحتفاء البهيج، كل من الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالجديدة، والوكيل العام للملك لديها، ورئيس المحكمة الابتدائية بالجديدة، ووكيل الملك بها، ونقباء هيئة المحامين الممارس والسابقين، وأعضاء الهيئة، ورؤساء المكاتب الجهوية للمفوضين القضائيين والعدول، ورؤساء كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية وبالاستئناف.
هذا، وأكدت الأستاذة أمينة حاتمي، رئيسة قسم قضاء الأسرة بالمحكمة الابتدائية بالجديدة، في كلمة ألقتها على شرف المحتفى بهم، نيابة عن قضاة المحكمة رئاسة ونيابة عامة وجميع العاملين بها، أن هذه المناسبة تقليد متميز، من الواجب الاستمرار في الحفاظ عليه، واعتباره سنة حميدة، من باب ثقافة الاعتراف بالجميل وشكر الناس على معروفهم، وإحسانهم؛ فمن لا يشكر الناس، لا يشكر الله.
وتوجهت بجزيل الشكر للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالجديدة، والوكيل العام لديها، على تشريفهما ومشاركتهما فعاليات هذا الحفل التكريمي البهيج، ذي الدلالة المتميزة. كما شكرت جميع الساهرين على تنظيم الحفل وإخراجه للوجود، مؤكدة أن مناسبة اليوم، لم تكن وليدة الصدفة، وإنما هي مناسبة للتعبير عما تكنه الأسرة القضائية بهذه المحكمة للشخصيات المحتفى بهم، عرفانا لما أسداه كل واحد منهم، من خدمات جليلة على مستوى هذه الدائرة القضائية.
وشددت رئيسة قسم قضاء الأسرة على أن كلام الشكر كله، لن يوفي فضيلة الدكتور أحمد نهيد حقه وقدره، سواء وهو رئيس لهذه المحكمة الابتدائية بالجديدة، أو رئيسا أول لمحكمة الاستئناف بها. فالكلمات تتقاطر خجلا من قصر قلمها، واللسان يعجز عن استجماع الحروف وتركيب كلماتها؛ فعبارات الثناء والشكر لن تفيه حقه، ولن تزيده سمعة ولا رياء، وإنما هي شهادة حق في الرجل، رجل دولة قل نظيره.
إذ أن كل فرد من أفراد طاقم العمل بالمحكمة وطيلة فترة عمله بها، كل من موقعه، واشتغاله مع فضيلة الدكتور عن قرب جنبا إلى جنب، خبر معدنه الأصيل وصفاته النبيلة وسمو أخلاقه، أبا حنونا، حكيما، حليما، ونصوحا للجميع، ديدنه خدمة العدالة بهذا الإقليم، نموذجا في التواضع، مثالا للتضحية، ومنارة لكل قاصد مشورة أو طالب علم يجد لديه ضالته بدون تأفف أو ضجر، مسؤولا محنكا وإداريا فذا، ومربيا للأجيال، متوجهة للدكتور أحمد نهيد، بجميل عبارات الشكر والثناء، لتقول لفضيلته بصوت واحد وعلى قلب رجل واحد، بأنه ترك في قلوبهم جميعا، أثره الطيب، وبصمته المتميزة، وسيرته العطرة، متمنية له طول العمر وموفور الصحة والعافية له ولصاحبة الفضل الأكبر والدته التي أنعم الله عليها وعلى أمهات المسلمين بأن جعل الجنة تحت أقدامها.
كما أكدت الأستاذة حاتمي بلسان جميع العاملين بالمحكمة الابتدائية بالجديدة أنه لولا حتمية فرقة القدر بما جرت به الكتب، لما سمحوا بتوقيع قرطاس مغادرة الدكتور أحمد نهيد، وأنه من جميل حظ هذه الدائرة القضائية، أن تسعد بأن منَ الله عليها من جهة بخلفه الرجل المحمود الرشيد، وهو خير خلف لخير سلف، وشد الله أزره بالأنيس المحمدي وما بدلا تبديلا.
وفد جرى بهذه المناسبة الاحتفاء بفضيلة الأستاذ عبد المجيد المهادي، القاضي سابقا بالمحكمة الابتدائية بالجديدة، والذي انتقل خلال هذه السنة إلى رحاب محكمة الاستئناف بسطات. والجدير بالذكر والتذكير أن المستشار عبد المجيد المهادي حاصل على شهادة الإجازة في الحقوق من جامعة القاضي عياض بمراكش سنة 1994، وعلى دبلوم الماستر في العلوم الجنائية والتعاون الجنائي الدولي بامتياز على رأس الفوج الرابع لسنة 2021، وباحث حاليا في صف الدكتوراه بجامعة الحسن الأول بسطات.
وتم أيضا بالمناسبة الاحتفاء بالأستاذ هشام دوليم، النائب الأول لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة، والذي وقع عليه الاختيار مع ثلة من خيرة قضاة النيابة العامة سنة 2024، لتعزير صفوف محكمة الاستئناف بالدار البيضاء نائبا للوكيل العام للملك بها، نظرا لكفاءته المهنية، وحسن تدبيره للإدارة القضائية بمرفق النيابة العامة.
والجدير بالذكر أيضا أن نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، هشام دوليم، حاصل على شهادة الإجازة في الحقوق من جامعة القاضي عياض بمراكش، سنة 2002، بميزة جد مشرفة، وعلى دبلوم الماستر في العلوم الجنائية والأمنية، سنة 2019، من نفس الجامعة بميزة حسن جدا. وقد أشرف على تدريب العديد من الملحقين القضائيين بمحاكم مدينتي الراشيدية والجديدة، وأشرف على دليل تطبيقي لمقتضيات مدونة السير على الطرق، من إعداد وزارة العدل، سنة 2016. وقد خضع لتداريب مهنية داخل المغرب وخارجه، بمالطا وفرنسا وصوفيا. كما كان منفتحا على محيطه الخارجي، وعلى مستوى المجتمع المدني ووسائل الاعلام، وخاصة على مستوى خلية التكفل بالنساء والأطفال، ضحايا العنف.
وفي الختام، شددت رئيسة قسم قضاء الأسرة بالمحكمة الابتدائية بالجديدة، على أن العمل إلى جانب المحتفى يهم، كان فرصة للتعرف عن قرب على خصالهم، فرسانا للعدالة بدكالة، لتصدح بقولها عاليا "فرسان العدالة"، كانوا مثالا للمثابرة والجدية بكل المقاييس، رغم كل الصعاب، وهي مناسبة لبداية جديدة لحياة جديدة، ولعمر جديد، مجددة أملها في أن يكون هذا التكريم إشراقا جديدا لمباهج المحبة والتفاني، واستكمالا للمسار، سائلة العلي القدير أن يمتعهم بموفور الصحة، وأن يجعل المتحدث باسمهم والمحتفى بهم ممن اجتمعوا على خير وتفرقوا عليه، وأن يجمعهم الله ببعضهم على منابر من نور يوم لقياه، وأن يتقبل الله مجهوداتهم، وأن يجعل ما قدموه من العمل الصالح، ينفعهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة