أسواق القرب بالسعادة وحي السلام بالجديدة المنشأة في عهد العامل الكروج تم افشالهما وتحويلهما الى اطلال
أسواق القرب بالسعادة وحي السلام بالجديدة المنشأة في عهد العامل الكروج تم افشالهما وتحويلهما الى اطلال

 
القيمون على التعمير بالمدينة من منتخبين ووكالة حضرية وسلطات محلية وغيرهم يتحملون المسؤولية القانونية والاخلاقية لما وصلت اليه اوضاع المدينة التي تمددت في كل الاتجاهات بدون ان يصاحب هذا التمدد في ابانه انشاء المرافق الأساسية لعيش وحياة المواطنين من فضاءات خضراء و مركبات رياضية وثقافية وترفيهية   ومؤسسات تعليمية وصحية واسواق تجارية فكان لابد ان تتطور الاوضاع بشكل عشوائي حيث التهم الاسمنت المسلح كل شبر في هذه الاحياء. وما دمنا نتحدث عن المرافق التجارية فالأحياء المنشاة حديثا حي المطار والنجد والسلام وامتدادات السعادة وغيرها لم ينجز فيها اي سوق لبيع الخضر والفواكه والاسماك رغم انها تحوي ما قد يوازي  نصف ساكنة المدينة، نتج عن هذا الوضع اكتساح كبير للشوارع والازقة من طرف تجار الهواء الطلق .
 لتدارك هذا الخصاص كانت مبادرة عامل الإقليم السابق السيد محمد الكروج   بإنشاء في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سوقين للقرب بحي السلام والثاني بحي السعادة الذين احدثا لتحرير الملك العمومي واحتواء عدد كبير من اصحاب عربات الخضر والفواكه وبائعي الاسماك في الهواء الطلق.
هذه المبادرة يبدو انها لم ترق آنذاك لمجموعة من الاطراف التي كانت تستغل اصحاب العربات اما كاحتياط انتخابي او تسويق غير قانوني لمخازنها السرية او شبهة يتم تداولها عن كون الوضعية هي مورد لإتاوات معينة اغتنى الكثير منها .
مبادرة عامل الاقليم ثمنتها آنذاك الساكنة والمجتمع المدني لكنها لم تسعد البعض فعملوا على افشال المشروعين، فالسلطة المحلية لم تقم بواجبها ولم تتحل بالصرامة الضرورية على هذا المستوى. واذا كانت مثل هذه الاسواق ومحاولات تحرير الملك العمومي قد جرت البساط من تحت اقدام مجموعة من ما يتداول عن وجود  اصحاب المخازن السرية للخضر والفواكه بمدينة الجديدة الذين كانوا يتحكمون في سوق التجارة العشوائية و بضاعتهم غير مراقبة لا صحيا ولا تستفيد من مداخيلها ميزانية المدينة  ولأنها هددت مصالحهم عملوا كل ما في وسعهم للقضاء على اية محاولة للتنظيم اما بخلق اجيال اخرى من العربات المجرورة التي اصبح اصحابها يستعملون عربات "التريبورتر "ليسهل الهرب بها عند كل جولة مراقبة او بتواطئ من طرف البعض نضير اتاوات الذين يغمضون العين عن هذا وذاك وهو ما خرب المجهودات المبذولة .
لقد تم اذن افشال مشروع السوقين وعادت الوضعية الى ما كانت عليه حيث امام منافسة العربات التي تحتل فضاء كبيرا امام السوقين وبمحيطهما اضطر أصحاب الاكشاك امام استحواذ من هم بخارج السوق على كل الزبائن وتقاعس المسؤولين عن القيام بواجب الرقابة الى العودة الى الأصل والخروج هم الاخرين خارج السوقين لعرض بضاعتهم ، هؤلاء التجار تضرروا كثيرا  حيث صرفوا مبالغ كبيرة على تجهيز الاكشاك ليجدو انفسهم مفلسين وبضاعتهم دائما عرضة للكساد والفساد .
ان فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية اذ تستنكر ما وصلت وضعية هذه الأسواق تطالب بفتح تحقيق  لمحاسبة كل من كانت له يد في ما وصلت اليه أوضاع السوقين اللذين اصبحا خصوصا بحي السعادة عن اطلال ومطرحا للنفايات تعتاش منه الجرذان  ومرتعا للحشرات والقطط والكلاب الضالة بل بؤرة يمكن ان تمارس فيها كل المظاهر الشائنة ، وتستغل فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية  المناسبة لتوجيه نداء عاجل من اجل رد الاعتبار للسوقين الذين صرفت على انجازهما مبالغ كبيرة  بتصحيح الأوضاع وإيجاد حل منظم لعربات بيع الخضر والفواكه العشوائية واحصائها ومد أصحابها  بالرخص وفرض الشروط التي تحفظ صحة المواطنين وفرض تزودهم من سوق الجملة من جهة ومن جهة أخرى عدم مزاولة انشطتهم في محيط قطره 500 متر على الأقل من هذه الأسواق .
الحديث عن سوقي القرب بحيي السعادة والسلام  يجرنا للحديث عن سويقة ابن باديس الذي فشل بدوره نظرا  لعدم احترام معايير الاستفادة منه كما يجرنا الى الحديث عن كل الأسواق الشعبية بمدينة الجديدة التي تعاني من الفوضى والتسيب وهو ما سنتطرق له بتفصيل في المستقبل  

لجنة الاعلام والتتبع لفيدرالية جمعيات الاحياء السكني

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة