الجديدة تستقبل رأس السنة في ظل تدابير دركية استثنائية
الجديدة تستقبل رأس السنة في ظل تدابير دركية استثنائية

بالتحام عقربي الساعة في خط عمودي متواز، بحلول الساعة الصفر (00) من ليلة الثلاثاء – الأربعاء الماضية، يكون سكان إقليم الجديدة قد ودعوا، على غرار جميع المغاربة، السنة الميلادية 2024، على وقع وإيقاع ما حملته بين أحشائها، من مسرات، لم تكن منفصلة عن جراح عميقة، ويكونون  استقبلوا من ثمة السنة الميلادية الجديدة (2025)، وما يكتنفها من معالم وأفق ضبابية، في ظل تدني القدرة الشرائية، جراء استمرار غلاء المواد الغذائية والاستهلاكية، وارتفاع أسعار المحروقات، رغم تراجعها في العالم، وغلاء تسعيرات الطرق السيارة (لاوطوغوت).. غير أن ذلك لم يحد من الإحساس بالاطمئنان والاستقرار، في ظل استتباب الأمن والنظام العام، الذي ما فتئت السلطات الأمنية والمختصة توفره.
 هذا، فقد انخرطت المصالح الدركية، التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، التي يشمل نفوذها الترابي إقليمي الجديدة وسيدي بنور، في تأمين الإجراءات والتدابير المواكبة لاحتفالات را السنة، حفاظا  على سلامة المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم، وذلك من خلال تعبئة جهوية الجديدة، بمختلف مكوناتها ووحداتها وفرقها ومراكزها الترابية والقضائية،  للتصدي، بشكل استباقي واحترازي، لتجليات الجريمة والانحراف، من خلال تنظيم الحملات التطهيرية والتمشيطية، التي همت على نطاق واسع مناطق نفوذها الترابي، والتي انطلقت فعليا، بأسابيع قبل حلول رأس السنة، والتي زادت وثيرتها انطلاقا من صباح الثلاثاء 31 دجنبر من السنة التي ودعها العالم، وتواصلت إلى غاية صباح الأربعاء، الذي صادف أول يوم من السنة الميلادية الجديدة (2025).
هذا،  وفي إطار المواكبة الإعلامية للتدابير الأمنية المصاحبة لاحتفالات رأس السنة الميلادية، فقد كان للجريدة، ليلة الثلاثاء – الأربعاء، جولات ميدانية داخل القطاعات الخاضعة للقيادة الجهوية للجديدة؛ حيث لوحظ انتشار واسع  لنقاط التفتيش والمراقبة، والسدود الأمنية، القضائية والإدارية، على الطرقات الوطنية والإقليمية والجهوية، وعند مداخل التجمعات السكنية الكبرى، إلى جانب الدوريات المحمولة. ما حد من حوادث السير، ومن تجليات الجريمة والانحراف.
إلى ذلك، فإنه مع اقتراب رأس السنة، وتعزيزا للنجاعة الأمنية، تزامنا مع الاحتفالات التي تشهدها هذه الظروف، دأبت مصالح الدرك الملكي لدى جهوية الجديدة، على اتخاذ تدابير أمنية وإجراءات احترازية، من قبيل اعتماد الحملات الاستباقية، على نطاق واسع، والتي أتاحت بالمناسبة الحد من تنامي الجريمة، بجميع أشكالها وتجلياتها، داخل تراب نفوذها، الممتد من حدودها شمالا، بدائرة برشيد، إلى غاية حدودها جنوبا بإقليم آسفي. ما أسفر عن إحباط محاولات للاتجار بالبشر، والهجرة السرية إلى القارة العجوز، والاتجار الدولي في المخدرات، عبر سواحل إقليمي الجديدة وسيدي بنور، الممتدة على طول 150 كيلومتر، وتجفيف منابع الجريمة، بفرض حصار  خانق على المخالفين للقانون. وهذا ما كانت الجريدة أوردته في مقالات نشرتها على أعمدة صفحاتها.
كما وضعت القيادة الجهوية خططا أمنية استراتيجية، عند اختيار تمركز نقاط التفتيش والسدود الأمنية، بمناسبة الاحتفالات التي واكبت رأس السنة الميلادية؛ ناهيك عن تحديد مسارات الدوريات المتنقلة، التي تعمل باستمرار على حماية الأشخاص والممتلكات. هذا، فيما تظل العلامة البارزة هي السدود القضائية المتواجدة في جل المناطق التابعة لجهوية الجديدة، والمتمركزة عند مداخل التجمعات السكنية الكبرى، على مستوى الطرق السيارة، وكذا، على مستوى الشريط الساحلي، بما في ذلك المنتجعات السياحية بسيدي بوزيد، الحوزية، والوليدية. ما خلف ارتياحا لدى رواد هذه المنتجعات؛ كما ساهم بشكل كبير في تحقيق المزاوجة بين استتباب الأمن، وتشجيع الاستثمار السياحي.
إلى ذلك، فإن الفضل يرجع بالأساس في اتخاذ هذه التدابير، إلى تجنيد العناصر والموارد البشرية واللوجستيكية اللازمة، التي ما فتئت القيادة العامة للدرك الملكي توفرها للقيادات الجهوية والمصالح الدركية اللاممركزة،  بغية اتخاذ المتعين، وفق متطلبات مختلف الجهات. إذ عمدت إلى مد جميع المراكز بالوسائل التقنية، من قبيل اللوحات الرقمية الخاصة بتنقيط الأشخاص والمركبات ورخص السياقة بشكل أني، وكذا، منح المركبات بمختلف أنواعها ومهامها، لأداء الواجبات المنوطة بها، بعناصر الدرك الملكي، دون إغفال لدور فرق الكلاب المدربة، والتدخل الأمني، والتشخيص القضائي بالجهوية، إلى جانب فرقة الخيالة التي تعمل على تمشيط المناطق الغابوية، وتأمين محيط المنتجعات السياحية.  
هذا، وقد عمدت القيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، إلى توظيف مختلف المكونات البشرية واللوجستيكية، التي تحظى بها، من أجل التغطية الأمنية التي تتناسب وهذه المناسبة السنوية، والتي مرت في أحسن الظروف والأحوال، ودون وقوع أي حادث استثنائي، أو كل ما من شأنه إلحاق الضرر بالأشخاص والممتلكات، وذلك استنادا إلى حصيلة الإجراءات والتدخلات الأمنية، وإلى استقراء رأي مواطنين، وفعاليات المجتمع المدني.
إلى ذلك، فإن المدخلين الدركيين لدى جهوية الجديدة، وحسب حصيلة التدخلات الأمنية لراس السنة (ليلة القلاقاء – الأربعاء)، قد أخضعوا 9054 شخصا لإجراء التحقق من الهوية، و433 عربة للتنقيط، حيث جرى وضع 144 دراجة نارية و32 عربة في المحجز. فيما تمت معالجة 6 قضايا تتعلق ب"الشيشا"، و38 قضية تتعلق بالسكر العلني، و17 قضية تتعلق بالمخدرات. وقد بلغ عدد الأشخاص الموقوفين 58 شخصا، و23 شخصا  كان البحث جاريا في حقهم بموجب برقيات بحث وطنية، صادرة عن المصالح الشرطية والدركية.  
وقد حجز المتدخلون الدركيون 35 كيلوغرام من مسحوق الكيف، و1.5 كلغ من مخدر الشيرا، وكمية من أقراص الهلوسة "إكستزي"، والمخدرات الصلبة (كوكايين)، و20 علبة من مخدر اللصاق. هذا، فيما لم تتعد حوادث السير  ثلاثة (3).
والجدير بالذكر أن الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز سيدي بوزيد، قد أوقفت، منذ أقل من يومين، 6 مرشحين للهجرة غير النظامية، من داخل منزل كانوا يقيمون فيه بمنتجع سيدي بوزيد، في انتظار حلول ساعة الصفر (00)، التي كانت ستصادف رأس السنة الميلادية الجديدة (2025)، ل"الحريك"، عبر المحيط الأطلسي، على متن "قوارب الموت"، إلى الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة