في حوار حصري مع الأخصائية في طب الإدمان بالجديدة د. أمال مزروعي : السيجارة الإلكترونية بوابة للإدمان و''التشرميل''
في حوار حصري مع الأخصائية في طب الإدمان بالجديدة د. أمال مزروعي : السيجارة الإلكترونية بوابة للإدمان و''التشرميل''


أمين صادق : في الآونة الأخيرة، لاحظنا تصاعد ظاهرة الكريساج والتشرميل بشكل مقلق، ما رأيكِ في هذا الموضوع من وجهة نظرك كأخصائية في طب الإدمان؟
د. أمال مزروعي: بالفعل، هذه الظاهرة أصبحت تؤرق المجتمع المغربي. وأنا أؤيد تطبيق الفصل 507 لمعاقبة الجناة الذين اختاروا طريق الإجرام، خاصة أولئك الذين فقدوا كل أمل في العودة للطريق الصحيح. ولكن، في نظري، القضية أعمق من مجرد ظاهرة عنف.
أمين صادق : كيف ترين جذور هذه الظاهرة؟
د. أمال مزروعي: كاختصاصية في طب الإدمان، أرى أن جزءاً كبيراً من هؤلاء الشباب هم ضحايا. ضحايا إدمان بدأ من عمر صغير، أحيانا من المدرسة، من سيجارة إلكترونية مغرية بنكهات الفراولة أو العلكة. كيف يُعقل أن تباع هذه المواد في محلات بجوار المؤسسات التعليمية؟ كيف نسمح بترويجها إلكترونياً وكأنها منتج عادي، في حين أنها في الحقيقة أخطر أنواع المخدرات نظراً لتأثيرها المباشر على الدماغ الذي لا يزال في طور النمو؟
أمين صادق : هذا اتهام خطير للصناعة التي تسوق هذه المنتجات!
د. أمال مزروعي: هو واقع، وليس اتهاماً فقط. الشركات تروج هذه المنتجات على أنها بديل آمن، بينما هي مدخل لإدمانات أخطر. الطفل الذي يبدأ بسيجارة إلكترونية سرعان ما يبحث عن مخدرات أقوى حين لا يجد نفس التأثير. وهنا تبدأ رحلة الانهيار: السرقة، التشرميل، القتل، ثم السجن أو الموت.
أمين صادق : إذن، ما الذي تطالبين به بالضبط؟
د. أمال مزروعي: أطالب بتفعيل قوانين صارمة لمنع وصول أي شكل من أشكال المخدرات، وعلى رأسها السيجارة الإلكترونية، إلى أيدي الأطفال والمراهقين. لا بد من مراقبة محيط المدارس، منع الترخيص لمحلات تبيع هذه المواد بجوارها، ومنع الترويج الإلكتروني لها. حماية أطفالنا تبدأ من هنا، قبل أن نصل لمرحلة تطبيق العقوبات.
أمين صادق : كلمة أخيرة؟
د. أمال مزروعي: أتمنى أن نصحو قبل فوات الأوان. شبابنا ثروة لا يجب أن تضيع بسبب جهلنا أو صمتنا. علينا أن نحمي ما تبقى من مستقبل هذا الوطن.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة