انقطاع التيار الكهربائي يغرق مدينة الجديدة في ظلام دامس
انقطاع التيار الكهربائي يغرق مدينة الجديدة في ظلام دامس

غاصت عاصمة دكالة في جل قطاعات مدارها الحضري والترابي، في الساعة الأولى من صبيحة  اليوم  الخميس، في ظلام دامس، جراء الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي. وهذا ما عاينته "الجديدة24".

 لقد حصل انقطاع التيار الكهربائي، دون سابق إنذار أو إشعار، ابتداء من الدقيقة ال45 بعد منتصف ليلة أمس الأربعاء-الخميس، واستغرق 35 دقيقة، قبل أن يعود، في حدود الساعة الواحدة و10 دقائق من صبيحة اليوم الخميس، تدريجيا إلى أحياء وشوارع وسط المدينة (حي القلعة، شارع محمد الخامس، شارع محمد السادس...)، فيما ظل التيار الكهربائي مقطوعا بشكل جزئي عن بعض الأحياء والشوارع في الجديدة.

وتزامن الانقطاع المفاجئ للكهرباء عن المنازل والأحياء السكنية، والمرافق العمومية والخاصة، عن الأحياء في وقت الذروة ليلا، حيث كان المواطنون يتواجدون، على غرار عادتهم ليالي شهر الصيام،  بعد الإفطار الرمضاني، وأداء صلاة التراويح في المساجد التي تكتظ بعباد الرحمان، (يتواجدون) خارج بيوتهم، للتبضع في الأسواق الشعبية، أو ممارسة رياضة المشي سيرا على الأقدام، أو الترويح عن النفس في الحدائق العمومية وفي المقاهي، وعلى الشاطئ الرملي. وقد وجد المواطنون، خاصة نساء كن بمفردهن، أنفسهن فجأة في ظلام دامس، أغرق كليا شوارع وأحياء في المدينة، سيما منها تلك التي نالت شهرتها في انتشار تجليات الجريمة والانحراف، والتي باتت نقاطا سوداء، يشكل حتى المرور منها في واضحة النهار، خطرا محدقا على السلامة الجسدية.

وفي وسط المدينة، انطلقت سفارات الإنذار تلقائيا، جراء الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي، الذي ولد هلعا لدى المواطنين، الذين شوهدوا، سيما النساء، في عجلة من أمرهم، للالتحاق بمنازلهم، أو على الأقل التغلغل إلى أماكن فيها رواج، وحركة مرور السيارات التي كانت تشعل أضواءها الأمامية، للإحساس بشيء من الأمن والأمان. وكان العديد من المارة يشيرون من على جنبات الطريق والأرصفة، إلى سيارات الأجرة بالتوقف، لكن سائقيها كانوا غير مكثرتين. وما زاد من الشعور بالارتباك والخوف  كون الأحياء والشوارع، بما فيها حتى الرئيسية والكائنة وسط المدينة، خلت من الدوريات الأمنية.

ولعل السلطات بالجديدة والقائمون على تدبير الشأن العام المحلي، لم يستحضروا في اجتماعاتهم الروتينية،  حدوث حالات طارئة، من قبيل الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي على نطاق واسع، في المدينة، شمل حتى  المرافق العمومية والحساسة، بغض النظر عما ألحقه من أضرار، وتعطيل للحياة العامة، والحياة الأسرية الاعتيادية داخل البيوت، خاصة في هذه الظرفية والتوقيت من رمضان، اللذين صادفا، صباح اليوم الخميس، اجتياز التلاميذ الامتحان الجهوي لنيل شهادة السلك الإعدادي، في أول أيامه. وهذا ما يؤكد بالواضح والملموس غياب إجراءات استعجالية، كان يتعين على جميع المتدخلين في الشأن العام المحلي، وعلى رأسهم معاذ الجامعي، عامل إقليم الجديدة، باعتباره السلطة الإقليمية الأولى، ورئيس المجلس الإداري للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، (كان يتعين) وضعها تحسبا لحالات الطوارئ، مثل ما حصل، ليلة أمس الخميس، في عاصمة دكالة، جراء الانقطاع المباغت للتيار الكهربائي والإنارة العمومية. ما قد يكون له، في حال تكرار النازلة في توقيت وظرفية أخرى، انعكاسات سلبية على الأوضاع والحياة العامة في المدينة، سيما فيما يرتبط باستتباب الأمن والنظام العامين، خاصة أن مدينة الجديدة ستتضاعف ساكنتها ب3 أو 4 مرات، في الأسابيع القليلة المقبلة من فصل الصيف والاصطياف الجاري، الذي يعرف فيه  معدل الجريمة تحت مختلف تجلياتها، زيادة ملحوظة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة