علمت الجديدة 24 أن محسنين من مدينة الجديدة قد تطوعوا لعلاج طفل أصيب أمس الأربعاء بجروح خطيرة في حادثة السير الذي وقعت بتراب اقليم سيدي بنور، والتي أودت بحياة والدته و7 أشخاص آخرين، بعد اصطدام بين سياريتين رباعيتي الدفع وسيارة للنقل.
وكان المحسنون قد تكفلوا بتأدية مصاريف اليوم الأول للطفل (6 سنوات) بقسم الانعاش بمستشفى الجديدة، وذلك بعد رفض ادارة مستشفى الجديدة، علاج الطفل بالمجان، لعدم توفر والدته على بطاقة "راميد" التي تمكنه من العلاج مجانا.
وجدير بالذكر أن المستشفى الاقليمي للجديدة وعلى غرار باقي مستشفيات المغرب، لا يقدم علاجات مجانية لمن لا يتوفر على بطاقة "راميد"، مما اضطر بعض المحسنين لتأدية مبلغ 1300 درهم وهي مصاريف اليوم الاول بقسم الانعاش. رغم أن الامر يتعلق بحادثة سير.
هذا ونظرا لحالة الطفل المتدهورة، انتدب المحسنون سيارة إسعاف خاصة لنقله الى مصحة "الشفاء" بالدار البيضاء، بعد رفض طاقم اسعاف الجديدة (2222) نقل الطفل لأنه لا يدخل في مجال اختصاصاته، وذلك من أجل اجراء فحوصات (IRM) أو ما يعرف ب"صور الرنين المغناطيسي"، قبل اعادته مرة اخرى لمستشفى الجديدة، لاستكمال العلاج.
هذا وفي الوقت الذي عبرت فيه جهات حقوقية عن تذمرها من قرار ادراة "اسعاف الجديدة" و ادارة المستشفى الاقليمي محمد الخامس برفض العلاج المجاني لهذا الطفل، على اعتبار أن الأمر يتعلق بحادثة سير، قال مصدر طبي بأن مصاريف مثل هذه الحالات تكون على حساب "التأمينات". وأن ادارة المستشفى مضطرة لفعل ذلك و لا يمكنها في اي حال من الاحوال تقديم خدمات طبية دون حصولها على "فاتورات" حسب قانون الوزارة الوصية.
وبين هذا وذاك، يبقى هذا الطفل الضحية، رهين قوانين الوزارة الوصية التي لا ترحم في مثل هذه الحالات، علما ان والدته التي توفيت في الحادثة، تنحدر من أسرة معوزة وكانت تشتغل قيد حياتها كخادمة.
وتعود مرة اخرى اشكالية بطاقة "راميد"، التي خصصها جلالة الملك للفقراء المعوزين للاستفادة من العلاج المجاني بمستشفيات المملكة، (تعود) الى الواجهة مجددا، حيث ان الكثير من الاسر المعوزة، مازالت لم تسجل نفسها بعد في هذا النظام العلاجي المجاني، مما يحتم على الجهات المختصة والمواطنين توعية الناس بضرورة الحصول عليها، ولا ينتظروا حتى يقعوا في مصاب مفاجيء، كحالة هذا الطفل.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة