تعتبر عاشقة المجانين مدينة آزمور من المدن التي يستحق أن تنال وسام اللامبالاة و الإهمال بكل ما تحمله الكلمة من معاني الشفقة عليها و في وقفة منا على جانب واحد دون غيره يكفي لكل متتبع للشأن المحلي أن يشاطرنا هذا الحكم، إنه ملف النظافة حيث تعاني ساكنة المدينة من النفايات والازبال المتراكمة أمام المنازل سيما بالأحياء الجد مهمشة، حيث لم تقم شاحنات جمع الازبال الكسولة بدورتها المعتادة .
فمدينة آزمور الصغيرة بحجمها و الكبيرة بتاريخها كان من الممكن أن تكون مدينة سياحية تتحول بفعل لامبالاة المسؤولين الى مدينة شبح تعشش بها كافة أشكال الأدران المادية والمعنوية وعلى المسؤولين ان يتدخلوا عاجلا لحل مشاكل المدينة التي يجثم على صدرها لوبي خطير لا يعرف للإصلاح معنى و لا طريق، وما يهمه هو تحقيق مآربه الضيقة وليذهب السكان الى الجحيم.....
قد يقول البعض أن المجلس البلدي قد رفع يده على ملف النظافة منذ أن تم تفويته لشركة خاصة، نقول له و بعين المتتبع لكل ما يروج في دهاليز هذا المجلس و كذا الشركة المعنية أن هناك تواطؤ من خلال السكوت عما تقوم به الشركة في تعاملها مع قطاع النظافة بالمدينة و التي لا تتحرك إلا في المناسبات أو بأمر من السلطات المحلية فيما مجلس المدينة يبقى خارج السرب مغردا منتشيا بما يعانيه المواطن المقهور، حتى العاملين بهذه الشركة لهم ما يقولون في معاناتهم لدرجة أن البعض منهم تم طرده لا لسبب سوى أنه انخرط في نقابة للدفاع عن حقوقه.
هذا وقد طالبت ساكنة المدينة من خلال فعالياتها الجمعوية التي تعنى بالمجال البيئي كل من البلدية والسلطات الوصية بتدخل عاجل لإنقاذهم من كارثة بيئية مرتقبة، وحماية أطفالهم من الأوبئة والأمراض التي تتناقلها إليهم أنواع من الحشرات التي تتواجد في تلك الأكوام الكبيرة من الأزبال التي تبقى لأيام متراكمة في بعض النقط السوداء لتتحول لفضاء اللعب و البحث عن مخلفات الأكياس المتعفنة و غيرها، مناداة تطالب بتخصيص حاويات كبيرة مثل ما تعرفه باقي المدن قصد تسهيل المأمورية على الساكنة والحفاظ على نظافتها من جانبهم أكد بعض من عمال شركة النظافة أنهم غير مسؤولين على تراكم تلك الأزبال وأنهم يقومون بواجبهم حسب التعليمات التي يتحركون بموجبها للتدخل بكل تفاني، بل أنهم يخاطرون بسلامتهم البدنية من أجل جمع تلك النفايات المتراكمة والتي تسببه لهم حساسية جلدية وتنفسية في غالب الأحيان و أحيانا بدون ضمانات .
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة