أدانت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، ظهر اليوم الخميس، قاتل المستخدم بالمكتب الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر، بمنتجع سيدي بوزيد شهر مارس الماضي، بالمؤبد.
وتعود تفاصيل الواقعة الى مطلع شهر
مارس 2016، عندما تمكنت عناصر الدرك الملكي بسيدي بوزيد، من فك لغز جريمة القتل البشعة
التي وقعت فصولها الدموية، في الساعات الأولى من صبيحة يوم 8 مارس 2016، وكان الجاني قد حاول في البداية تضليل المحققين، بعد أن غير معالم جنايته إلى حادثة سير مع جنحة
الفرار.
وكان مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد
أشعر، في حدود الساعة الخامسة من صبيحة الثلاثاء 8 مارس، بوقوع وفاة ناجمة عن حادثة
سير على الطريق الساحلي الرابط بين عاصمة دكالة ومنتجع سيدي بوزيد، وتحديدا عند المدخل
الشمالي للمنتجع وانتقلت لتوها دورية راكبة إلى مسرح النازلة، حيث باشرت المعاينات
والتحريات الميدانية، واستجمعت الأدلة التي جعلت قائد الفرقة الترابية يجزم بأن الأمر يتعلق بجريمة قتل، وليس حادثة سير،
كما أراد الفاعل أن يوهم بذلك المحققين.
وقد تمت بالمناسبة إحالة جثة الضحية
على المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث أودعت في مستودع حفظ الأموات، لإخضاعها
للتشريح الطبي، الذي أبانت نتائجه أن الوفاة لم تكن طبيعية، أو ناتجة عن حادثة سير.
وفي إطار التحريات الميدانية، انتقلت
الضابطة القضائية من دركية سيدي بوزيد، إلى مصلحة حوادث السير
(SAC) بأمن الجديدة، بعد أن تناهى
إلى علم قائدها أن شخصا كان يتولى قيادة سيارة خفيفة من نوع "ستروين"، ارتكب،
صبيحة الثلاثاء 8 مارس، تزامنا مع العثور على
جثة الضحية، حادثة سير على الطريق المؤدي من الجديدة إلى الجرف الأصفر، وتحديدا على
مقربة من مسجد إبراهيم الخليل، داخل المدار الحضري للجديدة. حيث لاذ السائق بالفرار،
بعد أن تخلى عن عربته.
وقد عمق المحققون لدى مركز درك سيدي
بوزيد البحث، بعد استقدام المشتبه به الذي يشتغل مستخدما في المنطقة الصناعية بالجديدة،
إلى مركز الدرك بسيدي بوزيد. حيث حاصروه بالأسئلة المحرجة. ولم يجد بدا من الاعتراف
بكونه القاتل. وكشف بتلقائية عن سبب وظروف وملابسات جناية الدم التي ارتكبها في حق
صديقه، الذي كان يشغل قيد حياته تقنيا كهربائيا بالجرف الأصفر. وكان الجاني والمجني
عليه داخل حانة خمر بمنتجع سيدي بوزيد، حيث نشب بينهما خصام. ما اضطر الضحية (عازب)،
للمغادرة والتوجه راجلا إلى مدينة الجديدة، حيث يقطن بمفرده. لكن صديقه الذي يسكن بدوره
بمفرده في عاصمة دكالة، لحق به على متن عربته، إلى أن استوقفه في مكان خال ومظلم من
الطريق، خارج منتجع سيدي بوزيد. ودخل الاثنان
في مشادة كلامية، استل على إثرها سائق السيارة عصى من عربته، وسدد بها ضربة غادرة وقاتلة
إلى صديقه، في الرأس، سقط على إثرها جثة هامدة، مضرجا في بركة من الدماء. وبعد فعلته
الشنيعة، لاذ بالفرار في اتجاه مدينة الجديدة، حيث غير طريقه الساحلي، ومر عبر الطريق
الرابط بين الجرف الأصفر والجديدة.. لكنه ارتكب، بنية التمويه، حادثة سير، وتخلى عن
عربته في مكان النازلة. ما كان سببا للتعجيل بالإيقاع به وإيقافه، في إطار الأبحاث
والتحريات الميدانية التي باشرها على قدم وساق المحققون لدى الفرقة الترابية بسيدي بوزيد.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة