حين ألمح اكتظاظ
الشاطئ وملوئه عن آخره ،تفرض علي مخيلتي عنوة الخوض في سؤال وجود كل هذا الجمع الغفير هنا، لتبادلني مخيلتي
نفسها بالجواب ،هي اعتادت الحديث دون أخد الإذن أو سابق إنذار، هم هنا إما للتخلص
من بقايا حزن دفين أو تنظيف للجسد من حمولة تعب وإرهاق في عمل أو دراسة أوحتَى
استراحة من استراحة دامت شهور السنة ،لكن مايشد انتباهي ويثير غريزة فضولي النوع
النادر الذي يأتي لحجز موعد مع حلمه منهم صنف يحاول التخلَص منها في الغطس في مياه البحر
فعليهم أشفق فالأحلام أيها السادة تبقى لصيقة الأجساد لدى أصحاب الإصرار الشديد أما الصنف الأخر الأكثر
عنادا وأحلاما فتجده اختار مكانا منعزلاً تشرَد فيه ذاكرته لتعبر الأفق دون قوانين
أو حواجز فيخاطب البحر بلغة يفهمان غموضها معا ففي حضرة البحر تتجسَد أمالنا لتخرق
أشعة الشَمس وتعبر زرقة الماء ،أيَتها الأسماك السابحة في الأعماق امنحينا بعضاً
من طول النفس كي نستطيع السَباحة عكس ومع التيَار.
هنا في ضيافتك أيَها
البحر نلتمس ضعفنا وقلَة حيلتنا أمام أمواجك ا لتي تزهق أرواحنا فتصعد بها إلى
عنان السَماء.
علَم ابنك الشَقي
كيف يرحَب بضيوفك وبعشَاقك علَمه ألاَ يلعب لعبة الغمَيضة معي فأنا لا أجيد البحث
عنه بين حبَات رمالك، أوصيه ألاَ يمارس الجنون معي فأنا أعرف مسبَقا أن لا حدود
لجنونه لدا سأنسحب لأنظر وأكتفي بالنظر فجنون ابنك قد يذهب بعقلي ومعه روحي
فلنلتقي إذن عند حدود هياجانك وحدود هدوئك فهما سيان سآتيك ملطَخة بالألوان علَك
تخالني قوس قزح أخطأ عنوانه لتضمَني بكل مياهك وأضمَك أنا بكل أحلامي.
أرجوك لا تخلف موعدنا يكفيك أنت أن تلبس الأزرق كي
أجعلك خلفية للوحة أرسم فيها بكل الألوان، إذن موعدنا عند غروب الشمس من يوم أحقَق
فيه أمنياتي انتظرني أنت فحسب فقد يمر عام وأعوام فقط انتظرني لنشهد أنا وأنت شروق
الشمس.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة