لازال ترشيح المستشار البرلماني الاستقلالي السابق رفيق بناصر للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها شهر أكتوبر القادم تشغل بال جل المتتبعين للشأن المحلي بإقليم الجديدة.
ففي الوقت الذي أكدت مصادر من داخل حزب الاستقلال إلى أن قيادة الحزب وجدت نفسها
في ورطة حقيقية وهي تواجه ترشيح مناضلين من العيار الثقيل ويتعلق الأمر بامبارك الطرمونية
رئيس جماعة خميس متوح لثلاث ولايات متتالية وبرلماني بإسم حزب الاستقلال منذ 2002 من جهة، ومن جهة ثانية رجل الاعمال والمستثمر المعروف
بالجديدة رفيق بناصر، سليل عائلة استقلالية عريقة بمنطقة النواصر بجهة الدار
البيضاء وشقيقه برلماني فاز بألوان حزب الاستقلال بإقليم النواصر، ناهيك عن النفوذ
القوي الذي يتمتع به سواء بإقليم الجديدة أو اقليم النواصر، وهو ما جعل قيادة حزب الاستقلال
بين "نارين أحلاهما مُرُّ"، مما دفع بالأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط
إلى التدخل شخصيا ومحاولة تذويب الخلافات ورأب الصدع وانتزاع اتفاق بين الجانبين يقضي
بمنح البرلماني امبارك الطرمونية منصب وكيل لائحة حزب الاستقلال بإقليم الجديدة ومنصب
الوصافة لنائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الدارالبيضاء سطات رفيق بناصر.
إلا أن الأخبار الرائجة سرعان ما بدأت تتبخر خصوصا مع قرب إجراء الانتخابات
الجزئية لمجلس المستشارين، وذلك بعدما أكدت مصادر جيدة الإطلاع إلى أن المستشار البرلماني
السابق رفيق بناصر لن يرضى عن منصب وكيل اللائحة بديلا، خصوصا بعد إعلان أسماء وازنة
نيتها الترشح للانتخابات التشريعية وهو ما سيجعل إمكانية فوزه في الانتخابات كوصيف
لوكيل لائحة الاستقلال بعيدة المنال إن لم تكن مستحيلة.
وأفادت ذات الاخبار الرائجة، كما
تناقلتها بعض وسائل الاعلام المحلية، أن مشاورات جدية، كانت قد انطلقت مع قيادة حزب
التقدم والاشتراكية لمنح رفيق بناصر لائحة الحزب في الانتخابات التشريعية على مستوى
إقليم الجديدة وأن كل الترتيبات قد مرت في سرية تامة، في انتظار الإعلان عن تزكيته
بصفة رسمية مباشرة بعد إجراء الانتخابات الجزئية لمجلس المستشارين التي ستجرى في الثامن
شهر شتنبر القادم، وذلك، تضيف ذات المصادر، لضمان تصويت المستشارين الجماعيين بمناطق
أولاد افرج وأولاد احسين ودائرة سيدي اسماعيل المساندين لامبارك الطرمونية على مرشح
حزب الاستقلال الحاج جمال بربيعة.
وتؤكد الأخبار الرائجة، والتي تتداولها الألسن بعاصمة دكالة، أن جمال بنربيعة
لعب دورا محوريا في توجيه رفيق دربه المستشار البرلماني السابق رفيق بناصر صوب حزب
"الكتاب" خصوصا بعد اتخاذ نجله البرلماني، المنتهية ولايته، عبد العالي بربيعة،
قرارا بعدم ترشحه للانتخابات القادمة لأسباب شخصية وترك المكان فارغا لصديق والده الحميم
(رفيق بناصر)، ومما زاد من قوة هذه الأخبار أن حزب التقدم والاشتراكية على مستوى إقليم
الجديدة وعلى غير العادة، ورغم أنه لم يعد
يفصلنا سوى أسابيع قليلة عن الانتخابات التشريعية، لازال لم يحرك ساكنا ولم يتحرك للبحث عن مرشح
قوي، رغم أن الحزب يعج بالأسماء السياسية الوازنة التي بإمكانها حمل ألوان الحزب في
مقدمتهم العضو القيادي ابن مدينة أزمور"لبرايمي".
إلى ذلك تبقى هذه القراءات مفتوحة على كل الاحتمالات والأيام القليلة القادمة
كفيلة بكشف وإجلاء حقيقة ما ستؤول إليه الأمور بالبيت الاستقلالي المهدد بالانفجار،
والذي تتربص به العديد من الأحزاب في مقدمتهم حزب الرفيق المرحوم "علي يعتة".
وخلاصة القول، فان رفيق بناصر يبقى حاليا وصيفا لوكيل لائحة الاستقلال في
انتخابات البرلمان باقليم الجديدة، ووكيلا محتملا لحزب التقدم والاشتراكية مع
"وقف التنفيذ" في انتظار الحسم النهائي في كل هذه الشائعات بعد أيام
قليلة.
وستكون لنا عودة في الموضوع
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة