كشف تقرير طبي سري أجري على عينة عشوائية من ممارسي الغطس، تتكون من 60 غطاسا يمثلون تعاونيات لجمع الطحالب بالجديدة، أن 50 في المائة منهم مصابون بأمراض خطيرة جدا، نظير أمراض صدرية وبداية أورام سرطانية بالجهاز التنفسي.
وكان فريق طبي متخصص قدم من الرباط منتصف شهر يونيو الماضي، ومكث بمدينة الجديدة أسبوعا كاملا، وبالضبط بالجرف الأصفر، أجرى كشوفات طبية دقيقة على غطاسة يمتهنون جمع الطحالب البحرية، وكانت المفاجأة كبيرة لما أكدت نتائجها أن نصف من شملتهم الكشوفات يعانون أمراض الروماتيزم والتهابات رئوية حادة، ومنهم من بدت عليه بوادر أورام سرطانية.
وصلة بالموضوع، أرجع الفريق الطبي المتخصص سبب ذلك، إلى أن أغلب ممارسي الغطس ابتعدوا عن الطريقة التقليدية في الغطس، وبدؤوا يعتمدون على مضخ الهواء أو ما يصطلح عليه «الكونفلور»، وهو محرك يعمل بالبنزين والزيت، وهي مواد ملوثة تبقى عالقة برئة الغطاس وتتحول مع مرور الأيام إلى التهابات وأورام خبيثة.
وكان مصدر مقرب من ميدان جمع الطحالب بإقليم الجديدة، أكد أن 4000 غطاس على طول الشاطئ من سيدي بونعايم إلى سيدي عابد على مسافة 80 كيلومترا، يستعملون «الكونفلور» الذي يزودهم بالهواء الضروري للغطس على عمق 25 مترا ولمدة نصف ساعة في كل غطسة، وفي هذا الصدد قال مصطفى تاقي، ممارس غطس من منطقة النيشال بالجديدة، أنه بين الفينة والأخرى تسجل وفيات في صفوف الغطاسة وهم وسط البحر يقومون بجني الطحالب، وأرجع تاقي سبب ذلك إلى خطورة محرك الهواء وطبيعة المواد الملوثة التي يشتغل بها، قبل أن يؤكد أنه بالفعل حل فريق من الأخصائيين بالجرف الأصفر، وأسدوا النصيحة إلى الغطاسة بالابتعاد عن هذا الجهاز الخطير، وأكدوا لهم أن هناك محركا صحيا لا يعمل بالزيت من صنع ياباني ومدعم من طرف دولة اليابان، كما أن الفريق الطبي قدم للغطاسة دروسا نظرية وتطبيقية في الغطس.
يذكر أن مناطق الحويرة والحديدة وبونعايم وواد أزمور وسيدي الضاوي والنيشال والجريف وسيدي بوزيد والروي بوسيجور والمرسية والحاجة بمولاي عبد الله والغضبان وموالعوينة والفالورة بالجرف وسيدي عابد بإقليم الجديدة، هي أغنى المناطق على الصعيد الوطني بمادة الطحالب البحرية التي يحول جزء قليل منها محليا، بينما يتم تصدير الجزء الأكبر خاما نحو اليابان وكوريا وإسبانيا، ومنه تستخرج مشتقات نظير مادة الكاراكار المهمة في مواد الصيدلة والتجميل.
وقال أحد الغطاسة من النيشال بالجديدة، أنه منذ سنة 1989 وهو يمارس الغطس إلى الآن، وأنه ابتداء من سنة 1994 بدأ يستعمل أثناء الغطس مضخ ضغط الهواء، وأنه يتغلب على بعض أعراضه بممارسة تمارين رياضية، دون أن يخفي بأنه فعلا على علم بأن الجهاز السالف الذكر يبقى خطيرا على صحة مستعمليه من ممارسي الغطس، قبل أن يختم تصريحه بأن ميدان جني الطحالب لم تعد فيه سوى «قلة الصحة»، ف»الغطاس طيلة فترة الجني التي تمتد من فاتح يوليوز إلى متم شهر شتنبر كان في فترات سابقة يحقق مدخولا يتعدى 20 ألف درهم، لما كانت الطحالب موجودة بوفرة قبل عقد من الزمن، أما الآن فدخله لا يتجاوز 2000 درهم بفعل الاستنزاف الكبير الذي تعرضت له الطحالب وجراء الأثمنة الهزيلة التي تتفق عليها الشركات المجمعة، حتى يبقى ممارسو الغطس تحت رحمتهم».
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة