وفاة الفنّان الأمازيغي الرّائد محمّد رويشة
وفاة الفنّان الأمازيغي الرّائد محمّد رويشة

انتقل إلى عفو الله، زوال اليوم الثلاثاء، الفنان الكبير محمد رويشة، عن سن يناهز 62 عاما.، وجاءت مفارقة رويشة  للحياة بعد تدهور فجائي لحالته الصحّية .

 

خبر وفاته هذا تلقته الأوساط الفنية بشكل مفاجئ بعد أن كانت حالته الصحية لا تدعو للقلق عقب مروره بفترة نقاهة من الوعكة الصحية التي ألمت به بحر الأسبوع الماضي.

وحسب مصادر إعلامية، فوفاة رويشة الفجائية، جاءت بعد عودة تدهور صحته التي كانت محط اهتمام من فريق طبي بالرباط. ومن المنتظر أن يوارى جثمانه الثرى يوم غد الأربعاء بمدينة خنيفرة بعد مشوار طويل مع الفن والأغنية الأمازيغية:

رحم الله الفقيد وإنا لله وإن إليه راجعون.

 

 

ولد الفنان محمد رويشة سنة 1950 بمدينة خنيفرة (الأطلس المتوسط)، وقضى مرحلة التمدرس بين الكتاب والمدرسة إلى غاية 1961، حيث كان له ميل إلى الفن وممارسته تلقائيا.

وعبر الاحتكاك ببعض الأسماء، خاصة الأستاذ محمد العلوي لاعب فريق شباب خنيفرة الذي شجعنه ورافقه إلى الرباط وقدمه إلى القسم الأمازيغي بالإذاعة الوطنية، حيث اكتشفت موهبته ليسجل أول شريط له بالدار البيضاء سنة 1964.

وفي سنة 1980 غنى الراحل على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط.

كان الراحل رويشة فنانا أصيلا، صوتا مفعما بالأحاسيس الرائعة، متشبثا بأصالته المغربية الأمازيغية، ومُعتزا بلغتيه، الأمازيغية والعربية، اللتين أبدع في توظيفهما في أعمال غنائية متنوعة، بأحاسيس مرهفة، وموسيقى أصيلة، وكان حضوره في المشهد الفني الوطني متميزا ووازنا، من خلال ألحانه العذبة الرائقة، وكلماته الرقيقة والعميقة، المختارة بعناية، وأغانيه، التي وسمها بالحب والطيبة، وأداها بعفوية وصدق.

امتاز الراحل رويشة في أدائه الموسيقي بالمزج بين ألوان محلية ووطنية وذلك في قالب لا يخرج عن المقام الأطلسي الذي يعتمد على "ربع نوتة" وهو بذلك يبقى وفيا لمعنى اسمه "روي شا" والذي يعني بالأمازيغية "اخلط شيئا" وهو مزج فني لا يستطيع إتقانه إلا من كانت له أذن موسيقية مرهفة كالفنان الراحل محمد رويشة.

وطبع الراحل محمد رويشة حياته بتواضع وطيبة وخلق، قل نظيرهما، إذ يعيش صاحب الجلباب الصوفي في منزل متواضع، مكون من طابقين في حي شعبي بمدينة خنيفرة، ويتميز عازف "لوتار" بين أبناء مدينته بإنسانيته وعفويته، وابتسامته الدائمة، التي لا تفارق محياه.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة