اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الإثنين بالواليدية (إقليم سيدي بنور)، على تقدم إنجاز مخطط تأهيل مدينة الوليدية وحماية بحيرتها، بالاضافة الى تدشين محطة معالجة المياه العادمة.
ويهدف هذا المخطط إلى الحفاظ على مؤهلات المدينة في مجال تربية المحار، ورد الاعتبار لبحيرة الوليدية التي تمتد على طول ثمانية كيلومترات والمصنفة منذ سنة 2005 ضمن المواقع الطبيعية العالمية المحمية بمقتضى معاهدة "رامسار".
ويكتسي هذا الموقع أهمية بيولوجية وإيكولوجية كبرى ويشكل علاوة على ذلك محطة عبور لفصائل من الطيور النادرة ولتربية المحار، كما يعد من أهم نقط الجذب السياحي بجهة دكالة عبدة.
ومن شأن الإجراءات والتدابير التي يتضمنها المخطط المندمج لتأهيل مدينة الوليدية وحماية بحيرتها، أن تساهم في تجاوز الاختلالات البيئية التي كانت تهدد الموقع بالنظر لتعقد وهشاشة تركيبة نظامه البيئي وضغط التوسع العمراني، من خلال عمليات تشمل بالخصوص رصد وتتبع الموارد الطبيعية والوسط الطبيعي، والحد من الزحف العمراني والآثار السلبية للأنشطة الاقتصادية والفلاحية، وكذا مكافحة الآثار السلبية المترتبة عن الأنشطة الملوثة.
وقد اطلع جلالة الملك، بهذه المناسبة، على تقدم برنامج العمل الخاص بالقطاع الفلاحي الذي وضعته وزارة الفلاحة والصيد البحري في إطار المخطط، والذي قطع تنفيذه أشواطا متقدمة فيما رصدت له اعتمادات مالية إجمالية تبلغ 70 مليون درهم.
ويهدف البرنامج الذي يتم إنجازه خلال الفترة 2010 / 2012، القضاء على مصادر التلوث الحيواني والكيميائي للبحيرة، والمساهمة في حماية البيئة، وتحسين دخل الفلاحين.
ومن جهته، يروم برنامج العمل الذي بلوره قطاع الصيد البحري إعادة تأهيل جودة مياه البحيرة وتحسين وتطوير الأنشطة المرتبطة بزراعة المحار في أفق تحقيق إنتاج أقصى ومقبول يبلغ 500 طن من المحار.
ومن جهتها، سطرت وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة برنامجا للتأهيل الحضري لمركز الوليدية رصدت له اعتمادات مالية بقيمة 5ر60 مليون درهم.
كما اطلع جلالة الملك على تقدم برنامج عمل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والذي يتضمن بالخصوص إنجاز الحزام الأخضر لمدينة الوليدية بكلفة 9ر3 مليون درهم.
ويروم المشروع الذي يهم تشجير خمسين هكتارا خلق حزام أخضر لمركز الوليدية والحد من التوسع العمراني العشوائي وخلق منتزه غابوي بعد إنجاز الحزام وتجهيزه لاستقبال الزوار.
ويتضمن المشروع غرس 30 ألف شجرة وتهيئة التربة وصيانة المسالك (600 متر) وتهيئة الممرات (كلم واحد) وتهيئة الحزام الأخضر.
من جهة اخرى أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، بالوالدية ايضا، على تدشين محطة معالجة المياه العادمة التي تم تشييدها بكلفة 38،2 مليون درهم.
وبعد قطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق هذه المنشأة التي تتوخى حماية صحة المواطنين وضمان جودة المياه الجوفية والسطحية والمحافظة على بحيرة الوليدية من خلال معالجة المياه العادمة.
وستمكن المحطة الجديدة، التي تستفيد منها ساكنة تبلغ نحو 13 ألف نسمة، وتعتمد تقنية "الأحواض البيولوجية المهواة"، من معالجة حوالي 2500 متر مكعب من المياه العادمة يوميا خلال فصل الصيف.
وتتميز محطة معالجة المياه العادمة للوليدية بتوفرها على نظام متكامل للمعالجة ينطلق من المعالجة القبلية (حوض واحد) إلى المعالجة الأولية (حوض واحد) ثم المعالجة الثانوية (ثلاثة أحواض)، فالمعالجة الثلاثية (حوضان).
كما تتضمن المحطة التي تم تشييدها على مساحة عشرة هكتارات سبعة أحواض مخصصة لتجفيف الوحل.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة