يبدو أن المواطن المغربي من سكان جماعة الغنادرة لا يعني في تفكير ومخيلة المجلس القروي دلالة أكثر من كونه كائنا انتخابيا من درجة من الإستخفاف والدونية.
يتجلى هذا المعطى واضحا من خلال الكيفية المهينة التي تعامل بها المجلس القروي المسير لشؤون الجماعة القروية للغنادرة في موضوع النفايات المنزلية بدوار العثامنة.
فقد تفتقت عبقرية المجلس القروي وأبان عن دربة وحنكة ورؤية ثاقبة في تدبير الشأن المحلي ، في وقت يتم الحديث فيه بلغة الحكامة الجيدة والتدبير الرشيد ، فانتهى به رأيه إلى ابتداع طريقة رائدة في كيفية تدبير الازبالوالنفايات المنزلية و هكذا اختار أن يكون التطبيق "النموذجي" لهذه" الرؤية الجهنمية " انطلاقا من دوار العتامنة حيث تم التعامل مع أحد الحرفيين ، باعتباره من مريدي حزب الرئيس ، لصنع حاويات كبيرة للأزبال وتم توزيعها على النقط السوداء التي تنتشر بها النفايات المنزلية. ونظرا لعبقرية الحرفي ، وبفضل الرؤية الثاقبة لصانع القرار، أعطت هذه التجربة مفعولا عكسيا.
فمنذ توزيع هذه الحاويات تحت إشراف العضو المنتخب بالدوار بمنطق القرابة والصداقة ، تجمعت قربها أكوام من النفايات المنزلية اصبحت تشكل مرتعا خصبا لمختلف أنواع الحشرات والجرذان، وبفعل تحلل مكونات هذه النفايات اصبحت التنانة تنبعث من كل صوب وحدب وسببت أمراضا خطيرة لساكنة دوار العثامنة. حيث لم تتم عملية تفريغ حمولتها لمدة تزيد عن ثمانية أشهر نظرا لصعوبة تحريكها لافتقادها لعجلات تسهل حركتها.
والجدير بالذكر أن كل هذه الحاويات ، والمقدر عددها بست حاويات ، قد كلفت ميزانية الجماعة 60.000.00 .وهكذا يصدق على هذه النازلة المثل الشعبي القائل : " جا يكحلها عورها "
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة