بمجرد ما وصل إلى مسمعي مصطلح "يطرطر" حتى حبلت دواخلي بسيل من الاسئلة الحارقة حول معنى الكلمة وأسباب نزولها. فما كان مني إلا أن استشرت لسان العرب طالبا نشدان غايتي وتحقيق ضالتي وإرواء عطشي، فلم أجد في المعاجم على اختلافها زادا يشفي غليلي ويذهب حرقة السؤال عني . فحاولت إرضاء فضولي بالقياس على أوزان لغوية ، وتهت في متاهة الإشتقاق : طرطر ، يطرطر ، والمصدر طرطرة ، فهو طرطار أو طرطور.غير أن اجتهادي بقي دون مقصد في غياب دلالة لغوية للكلمة.
فعلى إثر زيارة باشا مدينة الزمامرة لورش تهيئة وتوسيع شارع محمد الخامس في اطار مشاريع اعادة الهيكلة التي تشهدها المدينة في الاونة الاخيرة، وأمام حشد غاضب من التجار الذين تجمهروا حول إحدى الجرافات وهي تهم بهدم محلاتهم التجارية ومورد رزقهم الوحيد دون سابق إعلام ، وفي تجاهل تام لشروط اللياقة والادب، تلفظ باشا المدينة بكلام غريب ناعتا كلام أحد التجار "بالطرطرة".فادركت من سياق الحديث أن " الطرطرة" ، عند السيد الباشا ،مرادف للكلام.
فلعل "الطرطرة" طريقة تواصلية جديدة في إطار المفهوم الجديد للسلطة والتدبير الرشيد.فشكرا لباشا مدينة الزمامرةعلى إغنائه لرصيدنا اللغوي وهو الحائز على دكتوراه الدولة في شعبة القانون العام تخصص العلوم السياسية.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة