طرقات دكالة تئن تحت وطأة الإهمال
طرقات دكالة تئن تحت وطأة الإهمال

″ليس المهم إخراج قانون مدونة السير إلى حيز التطبيق،لكن المهم هو جعل هذه المدونة مواكبة لواقع الطرق بالمغرب″،بهذه الكلمات رد أحد مستعملي الطريق الرابطة بين الجديدة وسيدي بنور على سؤال بخصوص حالة هذه الطريق ومدى استجابتها لمستوى تطلعات سائقي آلاف السيارات والشاحنات والمركبات بأشكالها ممن يقطعون هذا المقطع الطرقي الذي يعرف حركية كبيرة طيلة اليوم.

كما يعرف بالمقابل وقوع حوادث بالجملة لم تتوصل الجهات المختصة إلى إيجاد حل لها، رغم أن التقليص من نسب الحوادث كان دائما مرتبطا في جانب مهم منه بوضعية الطرقات التي ما فتئت تتقادم وتتلاشى يوما بعد يوم ″رغم سياسة الترقيع المتبعة من طرف المسؤولين والتي لا تزيد الوضع إلا تأزما″.

إلى ذلك اعتبر عدد من مستعملي الطريق بمنطقة دكالة، في تصريحات متطابقة ، أن معظم الطرق سواء منها الوطنية أو الجهوية أو الثانوية بالإقليمين، أصبحت تعيش حالة جد سيئة لا تؤهلها لتحمل واستيعاب عدد المركبات التي تنوء بها بشكل يومي،وذلك على خلفية غياب إصلاح حقيقي وصيانة مبنية على أسس علمية وتقنية تؤهل هذه الطرق لتقديم خدمة تحفظ معياري الأمن و السلامة لمرتاديها.

وأفاد متحدث أن طرقا مثل الرابطة بين الجديدة وسيدي بنور وتلك التي تربط الجديدة والوالدية إضافة إلى الطريق الرابطة بين سيدي بنور والوالدية مرورا بالزمامرة،باتت تشكل خطرا حقيقيا على مستعمليها بسبب الضيق وكثرة الحفر والمطبات بها،والتي كانت سببا مباشرا في وقوع العديد من الحوادث المميتة لدرجة تسمية المقطع الطرقي الرابط بين الجديدة وسيدي اسماعيل من طرف السائقين بطريق الموت،خصوصا وأن حوادث بالجملة شهدتها عدد من النقط السوداء بهذه الطريق ″دون أن تظهر ملامح اهتمام للمسؤولين عن الشأن الطرقي  إقليميا وجهويا بما يقع ،اللهم بعض الإصلاحات الترقيعية للحفر والجنبات التي تختفي ملامحها فور عودة شركات الترميم والصيانة إلى قواعدها  لتخلف وراءها وضعا أسوء من سابقه،وهي الإصلاحات التي تواكب غالبا الزيارة الملكية السنوية لمعرض الفرس،والتي لا تخرج عن إطار ملإ الحفر بالحصى والزفت″.

الكثير من المهتمين ممن يضطرون إلى استعمال الطريق بشكل يومي بكل من إقليمي الجديدة وسيدي بنور،اعتبروا أن الحاجة إلى إنشاء طرق جديدة وإصلاح المهترئة منها اعتمادا على معايير مضبوطة أصبح أمرا ملحا،سيما وأن الطرقات الرئيسية بالإقليمين تعد شريانا للإقتصاد الوطني لما للمنطقة من أهمية اقتصادية إن على المستوى الفلاحي أو الصناعي،وأضاف آخرون أنه من العيب الحديث عن احتضان المنطقة لمشاريع اقتصادية كبرى وتهبيئها لاحتلال المراتب الأولى خلال السنوات المقبلة دون وجود بنية طرقية مناسبة مؤهلة لمواكبة مستوى النمو بالمنطقة،خصوصا في ظل تواجد مشاريع اقتصادية كبرى مثل المركب الكيماوي والحظيرة الصناعية بالجرف الأصفر،إضافة إلى المنتجع السياحي مازكان ومعمل السكر بسيدي بنور.

وفي ظل ما يشتكيه المواطنات والمواطنون بشكل يومي من تدني الخدمات بطرقات دكالة ومطالبهم بإحداث طرق جديدة أو إصلاح الطرق الموجودة التي تعيش وضعية متدهورة، أشارعدد منهم أن العالم القروي يعيش بدوره معاناة أكبر بسبب ضعف الشبكة الطرقية، التي تتسبب بشكل مباشر في حرمان تلاميذ المناطق النائية من متابعة دراستهم وصعوبة ولوج سيارات الإسعاف لنقل المرضى والحوامل، دون الحديث عن الخطر الذي تشكله بعض الطرق والمسالك على مستعمليها، وتسببها في حوادث سير وأضرار مادية وبشرية،بعد أن تلاشت وأصبحت في وضعية متدهورة جعلت عددا من القرى في عزلة شبه تامة وهو ما يلزم المسؤولين عن القطاع الطرقي بالمغرب بضرورة التحرك لتدارك الوضع وإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان .

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة