حسبت نفسي و أنا ألحظ السيد رئيس جماعة سبت سايس و هو يركب سيارة رباعية الدفع أن الأمر يتعلق بجماعة محظوظة لها من الموارد الشيء الوفير، و الذي يؤهل رئيسها لاقتناء سيارة من هذا النوع لن تصلح إلا لنقل سيادته، مع العلم أن ما جرت به العادة في تسيير أي جماعة قروية، هو اقتناء سيارة متعددة الخدمات. إلا ان الأمر اتضح شيئا فشيئا بعد قيامي بجولة خفيفة على قلبي لا أظنها كذلك على غيري، حيث هولت لما رأت عيناي، إذ أن مركز الجماعة و هو ما يسمى "فيلاج السبت " لا يملك من ذاك إلا الإسم. فالإنارة ليلا منعدمة، أضف إلى ذلك صعوبة المسلك ،فالطريق المعبد الوحيد المؤدي إلى مقر الجماعة يكاد يكون حقل ألغام سابق، فما تكاد تقطع 100 متر حتى تجد نفسك أمام مطبات لا حصر لها. أما الماء الشروب فحدث و لا حرج، إن تعطلت مضخته، أعدك بالانتظار ثلاثة أشهر و أكثر لترشف شفتاك قطرة الماء تلك.
كل هذا و أكثر قد يبقى في حدود المبرر، إلا أن ما لفت انتباهي هو وجود سكنيات كثيرة منها المستغل و منها ما دون ذلك، و الغريب هو أن أغلبها أصبح متداعي مع مرور الزمن. استفسرت في الأمر و اتضح أن السيد رئيس الجماعة يرفض اكتراءها لموظفين من الصحة أو التعليم أو غير ذلك، و كأنه يهوى رؤية الممتلك الجماعاتي يعمه الخراب وينخر جنباته الزمن. فمالهاجس المسيطر على تدبير من هذا النوع؟ و إلى أين يقود؟ و كيف لحكومة ما بعد الدستور أن تغض الطرف عن مثل هذا النوع من التسيير المحلي؟
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة