بتينة وابتسام شابتان شقيقتان لا يتعدى عمرهما العشرين ربيعا، مارستا رياضة الفروسية التقليدية ولم يكن عمرهما يتجاوز بعد ال 14 ربيعا، حيث شاركتا والى حدود اليوم في العشرات من "المواسم" و مسابقات الفروسية التقليدية أو ما يسمى ب"التبوريدة"، خاصة بمنطقة دكالة.
"الجديدة 24" التقت ابنتي حي "الصفاء" بالجديدة، عندما كانتا تشاركان رفقة والديهما الفارس رضوان بورقبة، على هامش مسابقة "التبوريدة" التي جرت، قبل يومين، بجماعة مولاي عبد الله أمغار، في الدورة الرابعة للموسم الربيعي.
وتحكي بتينة بورقبة، 19 سنة، وهي طالبة في سنتها الثانية بمعهد التكنولوجيا التطبيقية بالجديدة، أنها ذات يوم وعندما كان عمرها لم يتعد بعد ال 14 سنة، قررت أن تمتطي فرسا بغاية "حب المعرفة والاستطلاع" لكنها ، تضيف بتينة، لم تكن تعلم أنها سوف تعشق ركوب الخيل منذ الوهلة الأولى. وبحكم أن والدها كان يمارس الفروسية التقليدية، فان بتينة، لم تتردد لحظة واحدة في رغبتها في تجريب حظها بممارسة "التبوريدة" رغم صغر سنها آنذاك، حيث التمست من والدها، إعطاءها الفرصة لممارسة هذه الرياضة التي ورثها المغاربة عن الآباء والأجداد. وبعد موافقة الوالد ودون تردد، ستتمكن "بتينة" وفي وقت وجيز من اكتساب الخبرة، اذ باتت تشارك رفقة والدها في العديد من "المواسم"، والمسابقات الإقليمية والجهوية، وكانت أحيانا تشارك إلى جانب "سربة" نسوية، وهي فرقة مكونة من النساء فقط.
وبعد سنوات من الممارسة سوف تكون الفرصة مواتية للفارسة الدكالية الشابة، أن تصبح ولأول مرة، قائدة لفرقة نسوية بأكملها أو ما يسمى في مصطلح ممارسي الفروسية التقليدية ب "المقدمة"، كان ذلك خلال بداية العام الجاري بموسم مولاي عبد السلام بمنطقة الواليدية بإقليم سيدي بنور.
أما الأخت الأصغر ابتسام ، 17 سنة، وهي تلميذة تدرس بالسنة الثانية باكالوريا بثانوية ابن خلدون، فقد سلكت هي الأخرى نفس المسار، حيث كانت أختها الكبرى بتينة مثالا لها تقتدي به، حيث قررت هي الأخرى خوض التجربة في سن الرابعة عشرة، قبل أن تقتحم عالم المسابقات ومنافسات "التبوردة".
ولم تجد ابتسام اي صعوبة تذكر في عالم الفروسية التقليدية، الذي كان الى وقت قريب حكرا على الرجال فقط، قبل أن يصبح في يومنا الحالي مقتحما من طرف النساء بشكل أوسع، يتزايد يوما بعد يوم. وتقول ابتسام أنها جد سعيدة لممارستها لهذه الرياضة ولمشاركتها رفقة والدها وأختها في كل "المواسم" الشعبية التي تقام بمنطقة دكالة.
وتحكي، ابتسام، أنها يوما ، وعندما كانت تهم بتجريب بندقيتها لحظات قبل ولوجها الى داخل الحلبة، تفاجئت بانفجار البندقية التي كانت ممتلئة بالبارود، ليحترق جانب هام من جسمها، حيث تم نقلها على استعجال الى المستشفى لتلقي العلاج، لتنجو الفارسة الشابة من الموت بأعجوبة. لكن ولع ابتسام وعشقها لرياضة الفروسية سيعيدها مرة اخرى لممارستها بعد مثولها الى الشفاء من الاصابة.
وتحلم الفتاتين الدكاليتين بمشاركتها يوما ما في معرض الفرس العالمي الذي يقام سنويا بمدينة الجديدة، حيث تمنينا في حديثهما مع "الجديدة 24"، أن تسنح لهما الفرصة بمشاركة ولو رمزية في هذا الملتقى اعتبارا لان المعرض يقام على أرض المدينة التي يتحدران منها، لاسيما وأن الجمعية المنظمة لهذا المعرض ينتمي معظم ممثليها الى مدينة الجديدة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة