مضت سنتان على سرقة نفذها مجهولون في حق نصب تذكاري لبطل التحرير المغفور له محمد الخامس، حين انتزعوا صورة مجسمة له مصنوعة من النحاس رجحت مصادر أن يكون وقع تذويبها وبيعها إلى تجار المتلاشيات النحاسية .محمد الخامس ، حين انتزعوا صورة مجسمة له مصنوعة من النحاس رجحت مصادر أن يكون وقع تذويبها وبيعها إلى تجار المتلاشيات النحاسية.
ومنذ ذلك الوقت لم يتم التوصل إلى الفاعلين الذين استهتروا بنصب تذكاري له حمولة تاريخية، ويكتسي رمزية كبيرة في الذاكرة الجماعية لساكنة مدينة الجديدة، على خلفية أن إقامة هذا النصب الرخامي الذي كانت تتوسطه الصورة المجسمة لبطل التحرير، جاء للقطع مع المرحلة الاستعمارية التي وشمت الحديقة الكبرى للمدينة والتي ظلت تحمل إسم الماريشال ليوطي منذ جرى تشييدها سنة 1916 وكان انطلقت فكرة ذلك سنة 1913.
وكان سكان المدينة وزوارها دأبوا على الوقوف أمام النصب التذكاري للترحم على روح الملك الراحل والدعاء إليه بالمغفرة والرضوان ، بل لما كان الشاف علال هو المكلف بشؤون الحديقة زمن الفترة الذهبية لها ، وكان اللبار يتولى حراستها بقبضة من حديد وبتعليمات صارمة من باشا المدينة يومذاك لعلج الذي سيصبح فيما بعد عاملا على طنجة، لما كان كل هؤلاءK كنا نحن الصغار نرى بأم أعيننا عمالا للبلدية تحت إمرة الكابران الحاج موسى يتولون مسح الصورة المجسمة للمغفور له وتلميعها بالملمعات بما يليق بصاحبها من فروض التقدير.
لكن للأسف الشديد لم تتحرك سلطات المدينة و لامنتخبوها لرد الاعتبار لهذا النصب التذكاري التاريخي الذي كان يزوره جلالة الملك محمد السادس لما كان وليا للعهد رفقة محمد عواد ، حين كان يقضي جزءا من عطلته الصيفية بمدينة الجديدة في العديد من المرات.
بل إن نفس السلطات أقامت الدنيا ولم تقعدها قبل 3 سنوات ، لما اختفت ساعة حائطية جدارية تعود إلى سنة 1932 كانت معلقة بوسط مارشي النصارى ، ولم يهدأ بال لتلك السلطات إلا حين العثور على الساعة الفرنسية وإعادتها إلى مكانها التاريخي.
بل الأدهى والأمر أن المسؤولين يخلدون كل سنة ذكرى ثورة الملك والشعب، دون أن تدور بخلدهم ولو مرة فكرة تكليف الفنان النحات محمد العادي، بصنع صورة مجسمة لمحمد الخامس تعيد الاعتبار للنصب التذكاري الذي بدأت قطع من رخامه تتساقط ، فحين يكلف المسؤولون الفنان العادي آنذاك جاز القول أنهم تصالحوا مع جزء هام من تاريخ مدينة الجديدة ومن خلاله تاريخ المغرب.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة