التهبت اليوم بشكل غير مسبوق أثمنة الدجاج البلدي في معظم أسواقه بمدينة الجديدة ، وخاصة بنقطة البيع التي تقع خلف إعدادية حليمة السعدية .

وكان الجديديون استفاقوا هذا الصباح على ارتفاع صاروخي للكيلو الواحد من الدجاج البلدي الذي انتقل من 40 درهم المسجلة أمس وطيلة 5 أشهر سابقة  إلى 75 درهم، أي مايعني أن ثمنه تضاعف خلال 24 ساعة فقط، تزامنا مع ازدياد الطلب عليه بمناسبة ليلة القدر ، التي اعتاد أهل الجديدة ودكالة أن يؤثثها الدجاج البلدي ، وهي عادة متوارثة منذ أمد طويل ، وعنها قالت إحدى النساء المسنات أن الدجاج البلدي هو \"العواشر\" بعينها  وبدونه تظل الأمور شبه ناقصة ، قبل أن تضيف هذه عادة ورثناها عن الآباء والأجداد ولايمكن أن \"نفرمها\" تقصد نتخلى عنها ، ولاحظت السيدة المسنة أن الدجاج الرومي لايمكن بأي حال من الأحوال أن يعوض البلدي على مائدة ليلة القدر ولا كذلك في كل مناسبات \"العواشر\" واصفة إياه بأنه في كل الموائد الدكالية يعد \"تحميرة \" الوجه أمام الضيوف والمدعوين .

وارتباطا بذلك ورغبة في معرفة الأسباب الحقيقية ، التي أشعلت أثمنة الدجاج البلدي ، قال أحد \"الدجايجية\" أن الثمن المسجل اليوم  غال جدا بالنظر للأيام السابقة التي لم يتعد فيها ثمن 50 درهم للكيلو الواحد ، واستطرد الدجاج البلدي ظل مرتفع الثمن منذ أزيد من 6 أشهر وقبلها لم يكن يتعد ثمنه 35 درهما ، وأرجع ذلك بحسبه إلى كون الدجاج البلدي له مكانته في الموائد الرسمية ، ويزداد الطلب عليه كلما حلت مناسبات \"العواشر\"  إذ أن العديد من العائلات لاتزال تعتبره من أهم أركان مائدة ليلة القدر .

ولاحظ أن الدجاج الذي يباع بالجديدة تم استقدامه من أسواق أسبوعية نظير حد أولاد عيسى ، وأن أثمنته بهذه الأسواق غالية كذلك .

وانضم إلينا فلاح في الحوار إذ أفاد أن الديك البلدي الدكالي يعد أجود أنواع الديكة على الصعيد الوطني ، ولكنه آخذ في تناقص لمجموعة من العوامل لخصها في كون سكان البادية قل اهتمامهم بتربيته وبتربية الدجاج عامة واستعاضوا عنه بالدجاج الرومي لرخص ثمنه، وأضاف الفلاح ذاته أن تربية الديك البلدي أصبحت مكلفة وتمتد على مدى 8 أشهر ، يطعم خلالها بالذرة والشعير لأنه لايأكل \"سيكاليم\" ، وأن توالي فترات الجفاف وغلاء المواد العلفية أضر كذلك باستمرار تربية الدجاج البلدي ، الذي بحسبه يلعب دورا كبيرا في تدعيم مداخيل أهل البادية ويعول عليه في تنقية محيطه من الحشرات والعقارب وغيرها ، ولفت الفلاح سالف الذكر انتباه المسؤولين إلى ضرورة إطلاق مبادرات لتشجيع تربية الدجاج البلدي ، وبحسبه إن لم نقم بذلك فإن الدجاج البلدي يتراجع ونخاف أن يصبح نادرا .