مع بداية شهر غشت من كل سنة، تعرف مدينة الجديدة رواجا كثيفا على المستوى التجاري والبشري والآلي . لكن هذه السنة كانت سنة استثنائية، اذ شهدت تحولا جذريا من خلال الأمواج الهائلة البشرية التي قدمت من مدن اخرى بسبب الحرارة المفرطة التي تعرفها بلادنا هذه الايام.
وقد اصبح باديا للجميع وبوضوح تام الازدحامات البشرية والمرورية الخانقة طوال ساعات اليوم . وما زاد من الطين بلة تلك الأشغال الجارية على مستوى شارع الكورنيش التي كان من المفترض على المسؤولين القيام بها، قبل هذا الشهر الذي تزداد فيه حدة الحركة المرورية .وكذا وضع علامات المنع في أماكن عدة بعشوائية كارثية تعيق الحركة أكثر ما تسهلها، ناهيك عن احتلال الأرصفة من طرف بعض المقاهي والمتاجر مما يدفع بالراجلين الى استعمال الطريق عوض الرصيف، كل هذا ادى الى جعل شارعي محمد الخامس ومحمد السادس تشل فيهما الحركة المرورية لساعات طوال . ولا ننسى بالذكر ساحة الحنصالي وشارع الزرقطوني هاته الأماكن، حتى اصبحت تنعت على سبيل المزحة ب "الصفا والمروة" او "المسيرة المليونية" .
ليس العيب أن يخطأ المسؤولون في تدبير الشأن بخصوص هذا الشهر ولكن التمادي في الخطأ هو العيب نفسه . ولا أجمل من تصحيح العيب بعد الاقتناع، ولا أفضل من الاستماع والتحقق، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب، بالشكل المناسب، لتجاوز الخطأ وتصحيحه فهذه المشكلة تطرح كل سنة في مثل هذا الشهر، ورغم ذلك لا توضع إستراتجية قبلية لإيجاد حلول ملائمة لتجاوز هدا الاختناق ، كتحرير الرصيف من احتلال المقاهي أو منع الشاحنات الكبيرة من ولوج وسط المدينة وخاصة التي تقوم بتوزيع المواد الغذائية على المحلات ، فمنها من تحتل المنطقة المقابلة لسوق علال القاسمي طول النهار، وكأنها متاجر تبيع حتى المواطنين العاديين مما أنتج منافسة غير شريفة بينها وبين المتاجر الموجودة هناك .
وأمام ارتفاع أسعار الكراء في المدينة وعدم وجود الطاقة الاستيعابية لبعض الفنادق اضطر بعض الزوار المبيث في الخلاء خصوصا بالقرب من الشواطئ مما يسيء لسمعة المدينة .
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة