اهتز السوق القروي الأسبوعي بأولاد افرج باقليم الجديدة، منذ حوالي 3 ساعات، على وقع جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها شاب يبلغ من العمر 25 سنة.
وحسب أولى المعطيات التي استقتها "الجديدة24"، فإن زبونا (25 سنة) اقتنى من رحبة الطيور، دجاجة رومية، وطلب من البائع (18 سنة)، "ترياشها". وألح على الأخير في تخفيض أجر خدمته، ب"10 ريالات". لكنه امتنع. وتطور الأمر إلى خصام، قبل أن يستل "الدجايجي"، في حالة نرفزة، سكينا، ويسدد به طعنة غادرة وغائرة، أصابت الزبون في القلب، سقط على إثرها على الأرض مضرجا في دمائه.
وعلى الفور، انتقلت الضابطة القضائية من الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز اولاد فرج، على متن دورية محمولة، إلى مسرح الجريمة. حيث عاينت الضحية، وأجرت التحريات الميدانية، لمعرفة ظروف وملابسات النازلة. وانتدب المتدخلون الدركيون سيارة للإسعاف، نقلت على وجه السرعة، المعتدى عليه الذي كان ينزف دما، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة. لكنه فارق الحياة في الطريق. وقد اعتقل رجال الدرك المشتبه في ارتكابه جريمة الدم، والذي يتحدر، على غرار المجني عليه، من جماعة خميس متوح. حيث أودعته تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل البحث معه، وإحالته على الوكيل العام للملك لدى استئنافية الجديدة، على خلفية الأفعال المنسوبة إليه.
وحسب مصدر مطلع، فإنه لا يمكن التكهن بحدوث الجريمة، أو منع وقوعها أحيانا بشكل استباقي، سيما في أماكن عمومية، مثل الأسواق القروية الأسبوعية، التي يقصدها آلاف السكان من المناطق المجاورة، وحيث تعم الفوضى، بسبب الجهل وقلة أو انعدام الوعي والمسؤولية. ففي مثل هذه الأسواق البدائية، لا يمكن إطلاقا ضبط حشود المواطنين والمتسوقين، كما لا يمكن التحكم في سلوكاتهم وتصرفاته، التي تكون أحيانا لاإرادية، وآنية، في لمح البصر.
ومن ثمة، فإنه يستحيل على 13 عنصرا دركيا يعملون لدى الفرقة الترابية بأولاد افرج، التواجد هنا وهناك، في الوقت ذاته، داخل منطقة نفوذهم الشاسعة، والتي تمتد على مساحة 577 كلم مربع. فظروف اشتغالهم صعبة للغاية، في غياب الموارد البشرية، ومحدودية الإمكانيات والمعدات اللوجستيكية. وهذا أمر يتعين على كبار المسؤولين والقائمين على الشأن الأمني، وكذا، السلطات الإقليمية والمحلية، الانتباه إليه، وأخذه بعين الاعتبار. فقبل المساءلة والمحاسبة، يجب طرح السؤال العريض : ماذا وفرنا لهؤلاء الدركيين، من إمكانيات بشرية ومادية ... بغض النظر عن الظروف المعنوية ؟‼
وتجدر الإشارة إلى أن بعضهم سيستغل هذه النازلة، للخروج للاحتجاج والتظاهر، لأسباب لا تخفى على أحد. وهذا أمر بات مألوفا لدى الرأي العام. فالجريمة يمكن أن تقع، بل تقع حتى في كبريات المدن، التي تعرف تغطية أمنية مكثفةن قد تصل 100 في المائة ‼
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة