يرى كل متتبع للشأن المحلي بالجديدة، أن الإقليم، يتوفر على مجموعة من المؤهلات البيئية والثقافية والتاريخية التي من شأن تثمينها وتأهيلها أن تمنح لعاصمة دكالة منتوجات سياحية تساهم لا محالة في تنمية الجهة ككل، وذلك عبر خلق وجلب الاستثمارات في القطاع السياحي، وتوفير المزيد من فرص التشغيل...
غير أن السؤال الذي يظل دائما معلقا ؟ لماذا كل البرامج والمشاريع الحكومية التي تم برمجتها لم تتحقق على أرض الواقع ؟
كل هذا يقع في ظل الغياب الغير مبرر للمنتخبين وعلى رأسهم المجلس البلدي للمدينة والجماعات الحضرية والقروية بباقي تراب الاقليم كل حسب اختصاصه ومنطقته، هذا دون الحديث عن مندوبية السياحة المسؤول المباشر على القطاع.
وعلى الرغم من المجهودات الكبيرة التي يبدلها معاذ الجامعي، الرجل الأول بالإقليم، في هذا المجال، عبر المساهمة بالتعريف سياحيا بهذه المنطقة وجلب الاستثمارات السياحية والاقتصادية وتأهيلها بشكل ايجابي، لكن تأهيل البرامج الحكومية المتعلقة بالقطاع السياحي على مستوى الاقليم تبقى دون مستوى التطلعات.
لكن السؤال الرئيسي الذي يتبادر الى دهن كل مواطن، ما هو دور المندوبية الإقليمية للسياحة ؟ حيث تبقى هي الغائب الأكبر عن هذا النقاش الدائر عن السياحة بالإقليم. فالمواطن والفاعل السياحي والمتتبع على حد سواء، اصبحوا يسجلون الغياب المطلق وغير المبرر لهذه المندوبية، والتي تحجم عن التواصل مع الفاعلين وبقية المتدخلين وخاصة الإعلام الوطني والمحلي، بل وتغيب عن التعريف بالبرامج الوزارية المرتبطة بالقطاع السياحي على مستوى الاقليم، الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول استمرار المسؤول الاول عن هذه المندوبية كجهاز يمثل الوزارة الوصية والذي لا يتقن فلسفة تأهيل القطاع السياحي بالإقليم وبالمؤهلات التي تزخر بها المنطقة، وفق المفهوم الصحيح لدور المندوبية من أجل الإشعاع وتنشيط الحركة السياحية بالمنطقة.
وكانت العديد من الفعاليات السياحية المدنية والمهنية بالجديدة قد عبرت عن أسفها الشديد لغياب المصالح الخارجية لوزارة السياحة بالإقليم عن النقاش العمومي حول السياحة بالمغرب، حيث بات السؤال يطرح نفسه بإلحاح حول موقع هذه المندوبية ضمن الإجراءات التنفيذية للمبادرات الملكية وإستراتيجيات الوزارة المكلفة بالقطاع السياحي، واعتبرت ذات الفعاليات أن غياب دور مندوبية السياحة بالجديدة وراء "غياب المهنيين والجمعيات السياحية" لهو ضرب من ضروب افتقاد هذه المؤسسة للتدبير الحكيم والتشاركي للقطاع.
وعليه فان الوضعية المتأزمة للقطاع السياحي بالإقليم تتطلب مبادرات جريئة وقرارات تشاركية مبنية على توحيد الجهود و ترجمة الدراسات إلى برامج وخطط عملالتي تسمح برصد الحركة السياحية بالمنطقة.... وكذا إيجاد الخطط الملائمة لتحويل المؤهلات الطبيعية والثقافية والتاريخية إلى منتوجات سياحية والبحث فيما بعد عن سبل تسويقها كمرحلة مهمة.
ولعل أبرز المشاكل التي يتخبط بها القطاع السياحي بالجديدة، يأتي في مقدمتها ما يعرف ب "موسمية القطاع" حيث ترتفع الليالي السياحية فقط خلال الصيف، ومن بين المشاكل ايضا ضعف جودة الخدمات المرتبطة بالسياحة وضعف وسائل التنشيط على المدى البعيد مما يُشعر السياح المغاربة والأجانب بالملل، هذا بالاضافة الى المشاكل المتعلقة بالضغط المباشر للشقق المفروشة التي أصبحت تدق ناقوس الخطر على المستثمرين في القطاع والتي أصبحت المنافس القوي والغير المشروع للفنادق المصنفة والغير المصنفة. ومن المشاكل ايضا غياب مراكز قارة قريبة من المواقع السياحية تتعلق بقطاع الصناعة التقليدية وغياب النقل السياحي وسط المدينة وافتقاد المدينة الى مستوصف طبي قار يخص السياح، هذا إلى جانب الغائب الأكبر للمراحيض العمومية القريبة من المرافق السياحية ،إذ تبقى هذه الاعتبارات كلها مرتبطة بشكل ملموس لإنجاح القطاع السياحي بإقليم الجديدة كنشاط اقتصادي مهم.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة