ثانوية القدس بالجديدة تشرع في الرفع من أسوار جدرانها الواقية لكن التخوف من الغرق لا زال واردا
ثانوية القدس بالجديدة تشرع في الرفع من أسوار جدرانها الواقية لكن التخوف من الغرق لا زال واردا

بعد هضم واستيعاب القيمة الإضافية التي أتى بها برنامج"مسار" الذي دخل حيز   التطبيق بدواليب الوزارة الوصية على القطاع مركزيا، جهويا وإقليميا.. القيمة المتمثلة في التحول من التدبير الورقي الضبابي إلى التدبير الرقمي الشفاف على مستويات عدة وأبرزها التتبع  العائلي والتلاميذي لصيرورة التمدرس والنتائج، التدبير الواضح لعمليات التسجيل وحركية التلاميذ والتدبير للتقويم والامتحانات الإشهادية فضلا على التدبير العقلاني للموارد البشرية  وبالتالي زمن التعليم والتعلم..

 

 أود النظر من زاوية إيجابية للقيل والقال وحتى التظاهرات  والاحتجاجات التي صاحبت منظومة التدبير المدرسي الجديدة من طرف تلاميذ وأطر تربوية يحتجون ظاهريا على البرنامج لكن في العمق احتجوا على أعطاب وإشكاليات تعتري المنظومة التربوية بشكل عام.. زاوية نبهني إليها بعض تلامذتنا بثانوية القدس التأهيلية العمومية بالجديدة بعد أن هدأ روعهم جراء قيام الوزارة بما كان يجب القيام به من تواصل وتحسيس في صفوف التلاميذ والأولياء وهيئة التدريس لكبح  جماح محترفي الإشاعات: (عدم تدخل الأساتذة في التصحيح والتنقيط أو حتى إمكانية قرصنة النقط على الشبكة العنكبوتية. ) من ضمن المنبهات التي فاجئني بها تتلامذتنا كون احتجاجهم لم يكن سوى مطية للتنديد بالتهميش والأعطاب التي تتخبط فيها " القدس" بنهج المويلحة  بالجديدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الاكتضاض، المرافق الصحية، الملاعب الرياضية المعرضة للاقتحام بشكل شبه يومي وغياب الألعاب الجماعية المنقلة على أبطال جدد، النقص المبين في الأنشطة المندمجة والموازية.. وكان القاسم المشترك في تدخلاتهم هو قصر أسوار  الجدران المحيطة بمؤسستهم- وفي خجل -  ندبوا دونية مستواهم هي اللغات الأجنبية..  نعم تسائلوا عن معنى غياب شبه مطلق لأسوار الواقية لحرمة الثانوية لما يزيد عن ربع قرن من الزمان معللين استيائهم باقتحام غرباء وتلامذة الاعدادي بسهولة  حرمة المؤسسة خلال التظاهرات العشوائية على " مسار"..

 

   في حقيقة الأمر، تسائلت بدوري- كفاعل بالإدارة التربوية وفور انتقالي إليها  هذا  الموسم- هل نسي من نال صفقة  تشييد المؤسسة جانبا من دفتر التحملات أم أن الدفتر ألزمه بعلو لا يتجاوز الرصيف في بعض جهات المدرسة علما أن موقعها يشكل خطرا عليها وعلى المشتغلين داخل " أسوارها"  بحارس أمن واحد لا حول ولا قوة له إمام غرباء منحرفين وهجوماتهم المتكررة  على حرماتها..

 

  وللحد من إشكالية " المدرسة المفتوحة" ربما على غرار مدارس فيلندا وسويسرا، ارتاى السي محمد صفوح مدير المؤسسة الذي فعل فيه اليأس فعلته من تدخل من يهمهم أمن وأمان وتجهيزاتها والفاعلين في حراك حياتها المدرسية.. ارتأى بمعية رئيس جمعية الاباء السيد محمد شائق وبتشارك مع جمعية الأنشطة والأعمال الأجتماعية أن يتم صرف كل ما تراكم لديهم من أموال استخلصت عبر مواسم دراسية خلت وبالفعل شرع في الرفع من علو جهة لا بأس بطولها من الأسوار الحائطية..

 

  بعيدا عن أي جحود، لا بد من التنويه بهذه المبادرة الطيبة الضرورية ولا بد من الإشارة أيضا إلى أن الجمعيتين السالفتين الذكر لن تستطيعتا  لوحديهما تسييج المؤسسة كاملة.. لدى نهيب بكل من يهمه سلامة المتعلم والمعلم والإداري والعون أن يمد يد العون لإتمام  الرفع من علو الجدار لتسير العملية التعليمية التعلمية في جو  من الطمأنينة والامن ولكي تذهب أموال مراسيم التسجيل إلى التجهيزات الديداكتيكية والشق الثقافي  يجعل الخزانة المدرسية موردا ومنبعا للرفع من مستوى المقروئية واستقلالية المتعلم..  بدل تحويلها إلى  إنجاز اشغال كبيرة أكبر من استطاعة المؤسسة وأعتقد أن الأباء الأطر بالمكتب الشريف للفوسفاط سيسعون إلى ترك صدقة جارية  " بالقدس"  إذا  هم  ساعدوا السيد المدير – الذي اقتنى عند بداية هذا  الموس الممطر أكياس  رملية  كثيرة  والتي يستعملها كسد يمنع به أمواه الشارع الرئيسي من التدفق داخل المؤسسة  وإغراقها-   على تحويل باب المؤسسة الرئيسي والرفع من مستوى الأجور الخاص بالرصيف..

 

وأخيرا نحيي ونشد على أيدي كل من فكر وساهم في وسيساهم هي تحسين المردودية بالثانوية وجعلها أكثر جادبية مما هي عليه وسنغضب ، بالطبع، من سياسة صم الاذان.. تحية تربوية..

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة