احتراق منزل بأولاد افرج يطرح أكثر من سؤال ويؤجج غضب الساكنة
احتراق منزل بأولاد افرج يطرح أكثر من سؤال ويؤجج غضب الساكنة

لا حديث لسكان أولاد افرج هذه الأيام إلا على حدث النيران التي شبت في منزل بحي ابن سيناء مساء يوم السبت الماضي وما خلفه الحادث من خسائر مادية كبيرة في أثاث المنزل ومحتوياته إلى جانب الاستنكار والتنديد الذي أبداه كل من أصحاب المنزل ومن حضر الواقعة على حد سواء.

 

 

وقد صرح أحد قاطني المنزل المحترق على أنه اتصل بمركز الدرك الملكي بأولاد افرج مباشرة بعد اندلاع النيران بسبب قنينة غاز صغيرة، كما ربط الاتصال بالرقم الخاص بالوقاية المدنية طلبا للمساعدة، وفي انتظار ذلك، شرع رفقة عدد مهم من الجيران والمتطوعين في خوض غمار المجازفة بأرواحهم لإنقاذ سيدة وطفل لا يتجاوز الأربع سنوات علقا وسط ألسنة النار، إذ استطاعوا إخراجهما بمشقة قبل أن ينطلقوا في محاولات خطيرة للسيطرة على الوضع بما توفر من أواني منزلية وأنابيب بلاستيكية بسيطة لنقل الماء من منازل الجيران إلى مصدر النار.

 

في خضم المجهودات التي بدلها المتطوعون، يضيف صاحب المنزل، فقد كرر الاتصال بالوقاية المدنية عدة مرات لحث رجال المطافئ على الإسراع في الانتقال من زاوية سيدي اسماعيل إلى مركز أولاد افرج، حيث تطلب وصولهم أزيد من ساعتين بعد أن نجح المتطوعون في السيطرة على الجزء الأكبر من النيران التي أتت على كل محتويات المنزل محولة إياها إلى رماد أمام أعين أصحابها.

 

الموضوع يبدو للوهلة الأولى عاديا بحكم وقوع مثل هذه الحوادث بشكل يومي وعلى الصعيد الوطني، لكن الغريب في أولاد افرج هو وجود مقر خاص بالوقاية المدنية بني خصيصا لهذا الغرض، لكن لسبب يجهله سكان القرية فقد تحول بقدرة قادر إلى مرآب لركن "بركاصات" الشركة المكلفة بنظافة أولاد افرج، وهو ما عبر عنه بعض متتبعي الشأن المحلي بتساؤل حول أهمية حاويات الأزبال مقارنة بالخدمات المهمة والمستعجلة التي يقدمها رجال الوقاية المدنية، ومن الأولى باستغلال هذه البناية؟ إذ كيف لبناية شيدت من المال العام أن توضع رهن إشارة شركة من المفروض أن تبحث لها عن مقر لتقديم خدماتها للقرية مقابل المبالغ التي تتقاضاها من المجلس الجماعي؟

 

وتجدر الإشارة إلى أن قرية أولاد افرج عرفت في السنة الماضية حادثا رسخ في أذهان الدكاليين عندما شبت النيران في عدد من قنينات الغاز أمام متجر لبيع المواد الغذائية في ساعات متأخرة من الليل، حيث انفجرت في تلك الليلة أزيد من عشر قنينات في سماء أولاد افرج أمام عجز الجميع على التدخل خوفا على أرواحهم، وذلك في غياب تام لرجال المطافئ الذين ينتقلون عند كل حادث من زاوية سيدي اسماعيل إلى أولاد افرج ولا يصلون إلا بعد فوات الأوان وبعد أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

 

فمتى ستنعم قرية أولاد افرج بمركز للوقاية المدنية كغيرها من القرى والمدن؟ وما هي الأسباب التي منعت المصالح الخاصة بالوقاية المدنية من استغلال المقر الذي بني من أجلهم؟ ومتى سيتم تقريب مياه الإطفاء من المواطنين بقرية أولاد افرج عملا بسياسة تقريب الإدارة من المواطنين؟ وكم سيحتاج المسؤولون من منزل محترق قربانا لهم لكي يعجلوا بتوفير مركز للوقاية المدنية بالقرية؟

 

في انتظار تحقق أحلام المواطنين بأولاد افرج، تبقى الحيطة والحذر وطلب العافية من الله عز وجل السبيل الوحيد لسلامتهم وسلامة ممتلكاتهم.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة