أخي الراحل إلى دار البقاء ، الدوام لله
أخي المسافر إنا لله وإنا إليه راجعون هي عزاء وملاذ المؤمن المتشبع بحتمية القضاء والقدر ولا راد لقضاء الله.
بقلوب منفطرة مكروبة وحزينة وعيون دامعة وألم ومغص يقضان المضاجع، استقبلنا الخبر الصاعقة.
نزل النبأ المزلزل ككومة ثلج باردة فتجمد الدم في عروقنا ، ولم نستطع هضم ما جرى
كيف لمن كان يتبرع بالابتسامات والطرائف أن يكون اليوم منبعا للحزن والألم ؟
كيف لمن كان متعلقا بأهداب الحياة، متشبعا بالأمل، زاهدا لم تنل منه تقلبات الزمن وويلاته، صامدا كالطود الشامخ، غزير العطاء كالشلال الدافق أن يرحل عنا فجأة ويتركنا في صدام مع الألم ؟
أخي، أهكذا يكون الوداع ؟
لقد وعدتنا بأنك ستعود لزيارتنا بهذه المدينة التي احتضنتك لعقود من الزمن بين أحضان مصالح الجماعة الحضرية للزما مرة .
هذه المدينة هي اليوم تعزف مرثيتها حزنا عليك وأزقتها اليوم كئيبة مهجورة تبكيك حسرة وألما وحزنا على فراق بدون سابق إنذار
فلماذا لم تعد ؟ ولماذا لم تف بالوعد وقد كنت تحرص أشد الحرص على احترام المواعيد ؟
أخي ، كيف أجيب أصدقاءك من الأطفال الّذين نسجت معهم علاقة أبوية ملؤها العطف والحنان؟ هم الآن يسألون عنك وعن موعد عودتك ، فماذا أنا قائل لهم ؟ أأقول لهم انتظروه فإنه مسافر وسوف يعود ؟ أم أخبرهم بالحقيقة المرة عن رحيلك الأبدي لتستريح من عناء الحياة في ظلمة الرمس ؟
أخي ، مازال صدى ضحكتك الوديعة النابعة من أعماقك الصافية والنقية يتردد في مسامعي ، فلماذا أبكيتنا وأنت تعلم أن سخاءنا في البكاء متدفق وغزير ؟
أخي ، مازال سحر ابتسامتك العذبة والجميلة يغذي في دواخلنا جرعة الإقبال على الحياة .
أخي عبد الخالق، أنت من كان يحثنا على الصبر واقتفاء آثار الأمل، فلماذا تركت وراءك التجهم والكدر؟
أخي ، لماذا لم تكتب وصيتك إلينا وتركتنا تائهين بين دروب الحياة ومتاهاتها ؟
أزقة الزمامرة اليوم حزينة ، دامسة ...... ودروب فاس تعيسة وشوارعها العريضة كئيبة تبكيك وترثي فراقك الفجائي ، وتسرد مناقبك وتتحدث عن سماحتك وسمو مكانتك العلمية وكفاءتك الرفيعة، فلماذا انقطع رذاذ علمك الوفير؟
أخي ، هل تعلم بأن أزرار حاسوبي مازالت معطلة ، وتنتظر لمسة من أناملك السحرية لتعود للحياة ، فلا تطل الغياب ؟
لماذا مت وحيدا وأنت من كان يجوب الإدارة مكتبا مكتبا يوزع التحايا الصباحية المعطرة بالورود والرياحين ؟
أخي ، مازلنا نتذكر كل جميل حباك الله به : طيبوبتك دماثة أخلاقك صبرك وجلدك وشخصيتك القوية التي لاتقبل الذل والهوان .
مازلنا نسمع صوت نعلك وأنت قادم إلينا ، فادخل دون استئذان فنحن في انتظار طلتك البهية .
أخي عبد الخالق ، هل تعلم أن ريال مدريد هو متزعم البطولة الاسبانية حتى هذه اللحظة ، فلماذا لم تنتظر قليلا لتحتفل بالتتويج؟
يا من عشق الكرة حتى النخاع ، هل تعلم أننا مازلنا نحتفظ بك أساسيا في الفريق ومكانك مازال شاغرا ..........
أخي ، اعذرني فقد خانتني اللغة ، وانحبس التفكير وتجمد الدم في العروق من هول المصاب ولا أملك إلا أن أقول : عزاؤنا فيك واحد أيها الفقيد ، ايها الراحل في غفلة منا .........
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة