عندما تطأ قدماك المستشفى الجديد ذو العقلية القديمة ترى مشهدا ربما ليس بالغريب علينا فقد تعودن على رؤيته من خلال التلفزيون وصفحات الجرائد ولكن الغريب في الأمر هو استمرار هذا المشهد رغم المحاولات اليائسة من طرف المسؤولين لتغييره.
فأمام باب المستشفى ستجد طوابير من المرضى ينتظرون الدخول ناهيك عن المشاجرات المستمرة بين الزوار ورجال الأمن الخاص .
قد يكون هناك إهمال متعمد واستهانة بأرواح البسطاء من طرف العاملين لكن لا ننكر أن مدير المستشفى يعمل ما بوسعه لإزالة الغبار عن الرؤية الإنسانية التي وجب توفرها في الطاقم الذي ينعت في دول أخرى بملاك الرحمة.
زمن الكلام له سبب والسبب مشهد من فيلم طويل يحكي قصة قطاع الصحة في المغرب في عموميته الذي يعرف حالة من الفوضى والتدهور التام في الخدمات المقدمة حتى أصبح مقبرة جماعية للمواطنين البسطاء بسبب الأخطاء المتكررة .
هذا المشهد هو للمرأة حامل بتوأمين زارت المستشفى بعد شعورها بمغص في البطن رغم ان وقت ولادتها لم يصل بعد فاستقبلت بزغاريد السب والقذف وورود الإهانة والإهمال حتى تركع الحامل وتخشى من بطش مستقبليها وتخدع لابتزازاتهم
بالفعل خدعت المرأة لعملية التوليد العادية فرزقت بولد حي وابنة ميتة لكن المشرفة على هده العملية أخبرت المرأة انها ستتركها عارية حتى يأتي زوجها ويؤدي لها ثمن خدماتها وبالفعل جاء الزوج وسلم لها مبلغ مائة درهم مقابل أن تقوم بإلباسها ملابسها .واللقطة المثيرة في هذا المشهد هو أن الزوج عندما رجع في اليوم الموالي ليقوم بإجراءات دفن مولودته لم يجدها لا في مستودع الأموات ولا الأحياء وظل اليوم كله ينتقل من قسم إلى قسم حتى نودي عليه من طرف المكلف بمستودع الأموات واخبره انه وجد الجتة في كارتونه القمامة الخاصة ببعض مخلفات العمل للممرضات.
هل هذا هو السلوك الإنساني الذي تنتهجه بعض الممرضات داخل قسم الولادة ؟أيصل بهم الطمع والجشع إلى أن يرمين جثة مولودة في كارتونه القمامة ؟أيعقل ان تتغير المباني وتبقى العقول المتحجرة تسود مستشفى لم يكتب له اسم إلى حد الآن.
الغرض من هدا التقرير هو لفت أنظار المسئولين عن الصحة لما يعانيه الفقراء والبسطاء في مستشفى الجديد الذين يبحثون عن العلاج والشفاء فيجدون أنفسهم وسط الجحيم .. إننا متأكدون أن هذه المشاهد توجد في مئات المستشفيات الحكومية وان بعض المسؤولين يعملون الكثير من اجل تحسين مردودية المستشفى لكننا لن نمل من .كشف المستور حتى تنصلح الأحوال المعوجة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة