عقد مفتشو ومفتشات التعليم العمومي بمختلف أسلاكه بجهة دكالة-عبدة، السبت 7 يونيو 2014، مؤتمرهم الجهوي الرابع، الذي جرت أشغاله في قاعة الاجتماعات الكبرى بنيابة التربية الوطنية والتكوين المهني بالجديدة، تحت شعار : "التدبير التشاركي قاطرة إصلاح منظومةالتربية والتكوين"
وفي كلمة الافتتاح التي توجه بها الأستاذ شكري الناجي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة-عبدة، إلى المؤتمرين، نواب الوزارة على أقاليم الجديدة وآسفي وسيدي بنور واليوسفية، ومدير المركز الجهوي لمهن التربية، والكاتب العام الوطني لنقابة المفتشين، وأعضاء المكتب الوطني والجهوي، وأعضاء المجلس الإداري، ورؤساء المصالح وأطر الإدارة التربوية، وممثلي النقابات التعليمية، شدد على أهمية الظرف الذي ينعقد فيه المؤتمر الجهوي الرابع بجهة دكالة-عبدة، والذي قال أنه دقيق ويتسم بإطلاق المجلس الأعلى للتعليم ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، لمشاورات واسعة حول تشخيص واقع التعليم في المغرب، واستشراف المستقبل من أجل خلق نموذج تربوي مغربي يستجيب لتطلعات المغاربة ملكا وشعبا.
وأشاد المسؤول التربوي الجهوي الأول بهيأة التفتيش التي قال أنها تحظى بدور طلائعي في بناء هذا النموذج التربوي، باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات الحقل التربوي، وحجر الزاوية في أية عملية تروم النهوض بالمنظومة التربوية، نظرا لما راكمته من تجارب وما تتوفر عليه من خبرات وكفاءات.
ومن باب تحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية، بالانخراط الفعلي والفعال، كل من موقعه، في مسلسل إصلاح المنظومة التربوية، والرقي بجودة المدرسة المغربية، خاطب مدير الأكاديمية المؤتمرين قائلا ب : " أننا جميعا أمام منعطف تاريخي في منظومتنا التربوية، يستوجب التوقف للتأمل في وضعية التفتيش وطرق التفتيش وأساليب التفتيش وآليات الاشتغال. علينا اليوم، أكثر مما مضى، أن نقوم بمراجعة متأنية ودقيقة للذات، نستخلص منها العبر، ونبدع في تقديم اقتراحات للارتقاء بمنظومة التفتيش وتكريس مكانتها المحورية في المنظومة التربوية. إن مراجعة مهنة التفتيش ومهام وأدوار المفتش أصبحت رهانا مصيريا، بالنظر للتحولات الجذرية التي عرفتها وتعرفها المدرسة عموما والمغربية خصوصا. فتموقع هيأة التفتيش في المنظومة وممارسات التفتيش، يجب أن يطرحا للنقاش لما فيه مصلحة المدرسة والمفتشين أنفسهم. وهذا يحتم علينا إطلاق حوار هادئ حول مشكل تقويم الأطر والمنظومة على حد سواء. حوار حقيقي خال من المجاملة والديماغوجية ينفذ إلى عمق الأشياء ويطرح البدائل".
هذا، واستحضر المسؤول التربوي الأول بجهة دكالة-عبدة أسئلة ورهانات كبرى، تطرح نفسها بقوة، من قبيل :
· أي مفتش نريد في الألفية الثالثة لمدرسة الألفية الثالثة ؟
· ماذا نقوم حين نفتش ؟
· هل هذا التقويم مفيد ؟ عادل ؟ ناجع ؟
· هل يمكن هذا التقويم من تغيير السلوكات والممارسات المهنية بشكل إيجابي ؟
· ما هو دور تقارير التفتيش والزيارة في تدبير ومعالجة المنظومة ؟
· ما مدى اهتمام المفتش بتقرير المفتش ؟ (هاجس النقطة)
· ما مدى اهتمام المؤسسة بتقرير المفتش ؟
· ما مدى أثر تقويم الممارسات المهنية على نتائج التعلمات ؟
· ألا يفوت علينا تقويم النتائج فرصة تقويم الممارسات التي أدت إلى هذه النتائج ؟
· ألا يشتغل عدد لا يستهان به من المدرسين من أجل المفتش بدل الاشتغال من أجل التلاميذ ؟
· ما هي تمثلات المنظومة والمدرسين حول المفتش ؟
وعن دواعي استحضار هذه الأسئلة والرهانات الكبرى، في معرض كلمته الافتتاحية-التوجيهية، قال مدير الأكاديمية أن ثمة هموما أراد تقاسمها مع المؤتمرين والمتدخلين في الحياة المدرسية، باعتباره مفتشا تربويا ومديرا جهويا للشأن التربوي. ودعا الجميع من أجل الإجابة عنها، معربا عن صادق نيته في كون أكاديمية جهة كدالة عبدة التي يرأسها، مستعدة للتعاون مع نقابة مفتشي التعليم، لتنظيم حوار جاد ومسؤول حول وضع ومستقبل التفتيش ببلادنا.
هذا، وتخللت أشغال المؤتمر الجهوي المنعقد في دورته الرابعة بالجديدة، كلمة المكتب الوطني، وكلمة الهيئات النقابية، وكلمة الجمعيات المهنية، وكلمة المكتب الجهوي لنقابة مفتشي التعليم بجهة دكالة-عبدة. كما عرف المؤتمر، وفق برنامج العمل المسطر، انتخاب المكتب الجهوي والمكاتب الإقليمية للمفتشين.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة