تطبيقا للسياسة الملكية الهادفة إلى بناء مجتمع ديمقراطي حداثي يضمن المساواة بين الرجل والمرأة، وتكريسا لهذا التوجه بهدف إدماج العناصر النسوية داخل مجالات السلطة، تم صباح اليوم الثلاثاء (26 غشت 2014) تعيين ثاني امرأة على رأس مقاطعة حضرية بالجديدة.
وهكذا تم تعيين السيدة الشابة، مريمة بودرة، في منصب قائد على المقاطعة الحضرية السادسة بمدينة الجديدة، خلفا للسيد أحمد فراسي الذي تم تعيينه قائدا على الملحقة الادارية السابعة التي تم احداثها من رحم الملحقة الادارية السادسة.
ولن تكون مهمة، ابنة مدينة مكناس، السيدة مريمة بودرة (26 سنة)، صعبة كما يعتقد الكثيرون، وهي تتقلد لأول مرة المسؤولية في منصب قائد، وذلك منذ تخرجها في سلك رجال السلطة، قبل حوالي شهرين من المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة ضمن خريجي الفوج 49.
فالملحقة الادارية السادسة، التي عينت على رأسها مريم بودرة، تم تقسيم نفوذها الترابي الى قسمين، لتستحود الملحقة الإدارية السابعة المحدثة هذا اليوم، على ثلثي المساحة الترابية للملحقة السادسة وهو ما يعني أن هذه الأخيرة، سوف لن تحتفظ إلا بنسبة 30 في المائة من مساحتها الإجمالية السابقة.
وبإطلالة بسيطة على أسماء المناطق التي سوف تخضع مستقبلا للملحقة الإدارية السادسة، سنجد أن أغلبها اما مناطق سياحية أو ادارية أو من الأحياء الراقية. فقط يبقى الاستثناء الوحيد هو حي سيدي موسى التي يمكن اعتباره حيا شعبيا مقارنة مع باقي الاحياء المجاورة .
وهكذا سيخضع لهذه المقاطعة كل من المخيم الدولي والمدرسة الفندقية والمعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية وملعب العبدي وكل مرافقه الرياضية وحي جوهرة وشارع المسيرة بالاضافة الى المنطقة المحيطة بفندقي "ايبيس" وجزء من شاطئ الجديدة.
مريمة بودرة، الحاصلة على دبلوم الماستر من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، هي ثاني سيدة تتقلد منصب قائد بالجديدة، في أول تجربة لها في مجال السلطة. ملفات عديدة تنتظر هذه الشابة المكناسية، للبرهنة على علو كعبها وتقييم تجربتها، خاصة ما قد يتعلق بالبناء وكل ما يدخل في إطار اختصاصها ومهامها.
وتبقى الأيام والأسابيع، وحدها الكفيلة بتقييم وتقويم تجربتها، في محيط قد يبدو غريبا، لكنها مطالبة بالتأقلم معه أحبت أو كرهت. فقط يلزم التفاني في العمل والتضحية فيه ونكران الذات والتعامل على قدر المساواة مع كافة المواطنين دون اعتبار لمواقعهم ونفوذهم وسلطتهم، الطريق الموصل إلى النجاح في مهمة لم تعد حكرا على الرجال.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة