يعاني تلاميذ مدرسة "سيدي بوزيد " مع بداية كل موسم دراسي من مشاكل جمة و بشكل يومي، إذ أصبحوا مهددين بالانقطاع عن الدراسة خصوصا أمام المسافة البعيدة و غياب النقل المدرسي و المطعم الداخلي والتوقيت الغير الملائم لهم.
وفي هذا الصدد صرح مجموعة من الآباء والأمهات عن معاناة أبنائهم من مشاكل تتعلق ببعد المسافة إذ يقطع التلاميذ مسافة حوالي 3 كيلومترات للالتحاق بالمدرسة فيجدون أنفسهم في حالة شرود دهني أو نوم نتيجة التعب الشديد الذي خلفه السير طويلا ، خصوصا أنهم ينحدرون من دواوير الغربة و براهيم واولاد عيسى والعشش والمسيرة والحي الصناعي....وهكذا يجد التلاميذ أنفسهم بين مشكل المسافة وانعدام الأمن والتعب ومشكل عدم ملاءمة التوقيت المستمر للآباء والأمهات قصد مرافقة فلذات أكبادهم، اد بمجرد أن تلفظهم المدرسة يتلقفهم الشارع المحيط بالمدرسة في انتظار الحصة الموالية هنا تبدأ معاناة أخرى حسب شهادة إحدى الأمهات من قبيل الجوع ومخالطة الغرباء حيت مخاطر الاعتداء الجسدي أو النفسي أو التحرش الجنسي أو الاختطاف من قبل عصابات إجرامية.... و في فصل الشتاء تتضاعف المعاناة ويصبح التلاميذ أمام معاناة سيزيفية حيت المطر والبرد والاحوال والظلام واعتراض اللصوص، مما يضيف أتعاب للأولياء بين مرافقة فلذات أكبادهم وبين مشاكل الحياة اليومية.
ففي الوقت الذي يشعر فيه الآباء بالارتياح من الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة التدريس في مدرسة سيدي بوزيد" بهدف النهوض بالمستوى التعليمي لفلذات أكبادهم ، عبر الكثيرون عن امتعاضهم الشديد من استهتار الجهات المعنية بمعاناة أبنائهم ، وبفعل هذه المشاكل التي لم يتدخل المسؤولون لحلها رغم الشكايات والعرائض المستمرة للآباء والأمهات ، بقيت معلقة مند الموسم الدراسي الماضي إلى حد كتابة هذه الاسطر، و أصبح أغلب التلاميذ مهددين بالانقطاع عن الدراسة، وهو ما تحقق فعلا إذ تخلى بعضهم عن الدراسة ، بعد أن أصبحوا عاجزين هم وأولياء أمورهم تحمل عناء هذه المشاكل.
ويطالب تلاميذ المدرسة وأولياء أمورهم من السلطات الوصية التدخل عاجلا لوضع حد لمشاكلهم ومعاناتهم اليومية وذلك بتوفير نقل مدرسي يسع كل التلاميذ البعيدين عن المدرسة بكيلومترات طويلة و تغيير التوقيت المعمول به حاليا في أفق بناء مدارس قريبة من مساكنهم وذلك لإنقاذهم من الهدر المدرسي.
وإلى أن يستيقظ المسؤولين من نومهم العميق سيستمر هؤلاء التلاميذ الصغار في دفع الثمن !!
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة