احتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي أقرته منظمة اليونسكو منذ سنة 2012 محددة 18 من دجنبر من كل سنة يوما عالميا للغة العربية و بمباركة من الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية تم تخليد هذه المناسبة هذا العام تحت شعار "الخط العربي" .
و قد بادرت وزارة الثقافة بدورها إلى الاحتفاء بهذا الموعد بتنظيم مجموعة من الفعاليات الرامية إلى إبراز خصوصية اللغة العربية و تمييز الخط العربي عموما و المغربي على الخصوص .
في هذا السياق الاحتفالي و بتعاون مع الجمعية المغربية لفنون الخط و المسرح الوطني محمد الخامس جاء المعرض الجماعي لمجموعة من الفنانين الخطاطين المغاربة حيث تم احتضان مساهماتهم ضمن "البرنامج الوطني لتنشيط المراكز الثقافية "و الذي حمل شعار "لنعش المغرب الثقافي ".
المعرض توخى عكس تنوع الملامح الجمالية و تعدد الأساليب الفنية و الوسائل التقنية و كذا الجمع بين مظاهر العراقة و الأصالة و معانقة فنون العصر و روحه و قد حضي باستجابة اكثر من 90 خطاطا من مختلف مناطق المملكة للمشاركة فيه كتظاهرة فنية و ثقافية حرصت على أن تعطي الفرصة لكل أنواع التعبير الفني بما فيها الأسلوب الكلاسيكي و الحروفي بالإضافة إلى النحت و الخزف .
و ما كل هذه المشاركات إلا شهادة حسب مديرية الفنون على استيعاب المغاربة لفنون الخط العربي ، و دليل على إسهامهم المقتدر في تطوير بعض أصنافه .
فعاليات المعرض شهدت مشاركة و تألق اثنين من أبناء سيدي بنور كانا في مستوى الحدث و على موعد مع تميز و تألق جديد للمدينة في هذا الفن الراقي و يتعلق الأمر بكل من الفنان و الخطاط القدير عبد العزيز مجيب الذي أفاد في لقاء له مع الموقع أنه جد راض عن مستوى تنظيم التظاهرة و فخور بالمستوى الذي بات يصل إليه الخطاطون المغاربة محليا و إقليميا و دوليا و أفاد أيضا أنه شارك بلوحة مكتوبة بخط الثلث المغربي الجلي مضمونها 'رأس الحكمة مخافة الله' كما تطرق إلى بعض اللمحات الجمالية و الفنية في اللوحة حيث أشار من بين ما أشار إليه أنها كتبت على شكل بيضوي بطريقة خاصة تعمد فيها الانتقال من أعلى اللوحة إلى الأسفل نظرا لتواجد اسم الجلالة مما جعله يعمد إلى السمو به إلى أعلى اللوحة بطريقة فنية و تعبيرا جماليا منه عن قدسية هذا الاسم و ما يحمله من دلالات سامية في مخيلة المسلم العربي عموما .
اسم آخر يعد بالكثير لمع في سماء المعرض بمشاركة متميزة لابن المدينة يسير نبيل الذي يعتبر واحدا ممن أخدوا المبادئ الأولية للخط على يد عبد العزيز مجيب و الذي يشق طريقه حاليا و باقتدار بين عظماء هذا الفن الجميل فقد احرز العديد من المراتب المشرفة في العديد من المسابقات المحلية الوطنية و لعل ابرزها إلى حد الساعة جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي .
تجدر الإشارة ايضا إلى أن المعرض عرف زيارة لوزير الثقافة يوم الافتتاح ، و قدم له بعض الخطاطين شروحات مسهبة حول اللوحات التي شاركوا بها .
هذا و قد اجمع العديد من الخطاطين على أن سنة 2014 كانت سنة تألق الخط العربي بامتياز حيث تحقق للعديد منهم الحلم بتأسيس جمعية وطنية تعبر عن إبداعاتهم و تكون صلة الوصل التي تنمي معارفهم و تزيد من وتيرة تنظيم المعارض و الورشات و المحاضرات الفنية و يتعلق الأمر بالجمعية المغربية لفنون الخط التي تضم في هيئتها ،كما قال محمد امزيل مندوب المعرض ،خيرة الخطاطين و الدكاترة الباحثين في هذا المجال و التي حظيت بزيارة ملكية لمعرضها الأول .
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة