شهدت المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بالجديدة مساء اليوم، مائدة مستديرة تحت عنوان "المدينة : من التدبير التمثيلي إلى الحكامة المحلية " في موضوع :"المدينة من التدبير التمثيلي إلى الحكامة التشاركية"، تنظيم المنتدى الوطني للمدينة في إطار القافلة الوطنية التي أطلقها المنتدى تحت شعار من "أجل مدينة مواطنة".
حضر هذا اللقاء، د. حسن قرنفل عميد كلية الآداب بالجديدة و منتخبون وممثلون عن جمعيات المجتمع المدني بالمدينة و أساتذة و مستخدمون و طلبة وتلاميذ، و تتبعها فاعلون إعلاميون من مختلف المنابر المحلية و الجهوية والوطنية.
وفي بداية اللقاء، عبر الأستاذ الباحث محمد سلمان ،منسق اللقاء والمشرف عليه بالجديدة في كلمته عن ترحيبه بالمشاركات و المشاركين في قافلة الجديدة و بأعضاء المكتب الوطني للمنتدى الوطني للمدينة، و بأهمية هده المحطة الثانية للقافلة التي اختارت الجديدة كمرحلة تانية.
وبعد ذلك أعطى الكلمة مباشرة للمصطفى المريزق رئيس المنتدى الوطني للمدينة الذي عبر في كلمته عن امتنانه الكبير للمنظمين ورحب بالحضور وذكر بأهم المحطات التي قطعها المشروع مند أن كان فكرة الى أن صار مشروعا طموحا و عن الأفاق المرجوة من خلق هذا المنتدى و دوره الأساسي و الفعال في تدبير الشأن العام، وفي التفاتة جميلة قام بترحيب خاص باللغة الفرنسية بأعضاء المركز الثقافي الفرنسي بالجديدة الحاضرين.
لتنتقل الكلمة للسيد عبد البر نصوح و هو الكاتب العام للجماعة الحضريةالذي أكد على أهمية متل هذه اللقاءات والندوات في إشراك المجتمع المدني ، كما اعتذر عن انسحاب السيد عبد الحكيم سجدة عمدة الذي كان ملتزما بلقاء أخر، وفي كلمته أكد عبد البر نصوح أن المجلس البلدي يتوفر على خطة عمل للنمو المتوازن في المدينة يتم إعدادها والمحافظة على خصوصية المدينة من خلال المشاركة لتحسين نوعية الحياة لجميع المواطنين.
وتتضمن إستراتيجية تنمية مدينة الجديدة رؤية جماعية للمدينة وخطة عمل تهدف إلى تحسين جودة البنيات التحتية ، وأيضا النقل الحضري وإدارته إضافة إلى مجالات الترفيه والفضاءات الترفيهية وكذلك زيادة الاستثمار لتوسيع فرص العمل والخدمات وتخفيف الصعوبات التي تعاني منها المدينة بطريقة منتظمة ومستمرة.
لتبدأ بعد ذلك أشغال المائدة من خلال تسير د.سعيد خمري الذي و وبعد تقديمه لأهم الأساتذةالمساهمين في تنشيط هذا اللقاء كل بصفته، و جه دعوته لضرورة إشراك جميع الحضور في إبداء الرأي حول " المدينة المواطنة".
ليعطي الكلمة للدكتور شمس الدين مايا، الأستاذ الباحث بجامعة القاضي عياض في مداخلته بدور المقاولة المواطنة وضرورة توفير شروط بناء شغل يضمن كرامة المواطن، وأشار أيضا أهمية خلق بيئية مساعدة على خلق الثروة وشروط الاستثمار الصحيح والجودة.
في حين أكد الإطار محمد حنصالي المهندس المعماري ورئيس مصلحة بمندوبية وزارة الإسكان بالجديدة بأهمية المدينة في أبعادها الاقتصادية و التاريخية والحضرية وبضرورة و أهمية خلق حوار فعال ومثمر بين المؤسسات الاجتماعية والهيئات التمثلية مبني على التراكمات المحلية وكذا على المجهودات المبذولة من طرف القطاعات المختصة سواء الوطنية أو الجهوية أو المحلية في خلق مدن تتمتع بمواصفات البيئة السليمة في أبعادها العمرانية و الصحية و الاجتماعية، و دلك من أجل ضمان تكافؤ الفرص بين جميع مكونات الساكنة دون ميز.
أما مداخلة الدكتور البياز عب الرزاق ، الأستاذ بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، إلى أن الوثيقة الدستورية قامت بمأسسة الدور الدستوري للمجتمع المدني و هو ما يدفع حتما إلى ضرورة تدخل فعاليات المجتمع المدني لتلعب دورها في الترشيد و المراقبة لسياسات المدينة وأكد أن الدستور الجديد قدم آليات جديدة لمتابعة تنفيذ سياسة المدينة قصد الرقي بالمدن الى تنمية ذات أبعاد اقتصادية و تنموية وثقافية وبيئية تخدم الصالح العام و تفضي في النهاية الى خلق فضاء حضري ينتصر للبعد ألتشاركي و التنموي.
مذكرا أن سياسة المدينة إطار جديد للتعاقد في أفق حكامىة مجالية حقيقية، حيث أكد على أهمية التعاقد في انجاز المشاريع التنموية بين مختلف القطاعات قصد تحقيق حكامة مجالية تنبني على التشاور في التدبير المحلي لكل مكونات المجتمع.
وفي السياق ذاته، عرج الدكتور محمد أمزيان ، رئيس فيدرالية جمعيات الأحياء السكنية ،حيت قدم تجربة الفيدرالية في تجميع جهود الجمعيات الفاعلة وأيضا أهم الأنشطة التي قدمتها سواء في الدورات التكوينية أو الأنشطة أو الحملات أو الترافع من أجل مصلحة الساكنة والمدينة، مذكرا بأهم الاكراهات التي تعاني منها الفيدرالية ليطرح في الأخير إشكالية الاستقلالية بالنسبة للجمعيات الفاعلة في الميدان، كما ركزت مقاربته على الانجازات الميدانية التي تجعل من سياسة المدينة واقعا و ليس كلاما على ورق.
أما الفاعلة الجمعوية ونائبة رئيس جماعة البخاتي بأسفي ، فقد ركزت في مداخلتها على مفهوم المناصفة بين الجنسين و على ضرورة إشراك العنصر النسوي في الحياة العامة و تدبير شأن المدينة من اجل تكريس مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين، مؤكدة على التطور النوعي الذي عرفه عدد المنتخبات رغم كل الصعوبات التي ترتبط أحيانا بالنظام الانتخابي وأحيانا بالأحزاب...وأنه ينبغي منح الفرصة للنساء لتدبير الشأن العام ، ولن يتحقق دون تغيير الثقافة الانتخابية.
ليفتح المجال أمام المتدخلين الدين تفاعلوا مع كل العروض بالإضافات والاستفسارات وأيضا بالنقد أحيانا لوضعية مدينة الجديدة ،ليصل اللقاء إلى التقرير التركيبي مع الأستاذ عبد الفتاح الزين الخبير لدى وكالات الأمم المتحدة بالمغرب والباحث بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بجامعة محمد الخامس بالرباط الذي استجمع أهم خلاصات اللقاء مؤكدا على عراقة هذه المدينة وأهمية إعادة الاعتبار لها من هلال الاهتمام بالمورث اللامادي وتتمينه وبناء إستراتجية لها ، مختتما كلامه بالتأكيد أن مختلف الأوراق الذي قدمها المتدخلون سيتم جمعها في إطار كتيب أو ورقة تقدم في المؤتمر الدولي حول المدن بالمغرب، وهو نفس الأمر الذي أكده د.مصطفى المزيق رئيس المنتدى الوطني للمدينة في كلمته الأخير دعا كل الفاعلين المشاركين في القافلة إلى المساهمة في بناء تصور حداثتي تنموي للمدينة يحافظ على خصوصية المدينة المغربية ، ليختتم اللقاء بحفل شاي على شرف الجميع.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة