صبيحة يوم السبت 07 فبراير 2015، انتقل إلى دار البقاء الأخ والرفيق وحيد الكرارسي بعد معاناة مرضية. وقد شيع جثمان الفقيد ظهر اليوم نفسه بمقبرة سيدي مَحمد الشلح بسيدي بوزيد وسط أفراد عائلته وأقاربه وزملاءه في العمل بالجديدة وأصدقاءه ورفاقه من خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث
وكان المرحوم يشتغل كباحث أثري بمركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي منذ سنة 2001، وقد فقد فيه المركز أحد أهم أعمدته وأركانه، وقد كان بالنسبة لي شخصيا خير معين ومساعد وناصح وخيرمنَبه
وحيد الكرارسي، من مواليد القنيطرة سنة 19ّ71، هو خريج المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط (تخصص آثار ما قبل التاريخ) ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة من كلية الآداب بالرباط، وقد اشتغل بداية سنة 1997 بمندوبية وزارة الثقافة بوجدة قبل أن ينتقل إلى الجديدة سنة 2001 ليعمل بمركز التراث المغربي البرتغالي إلى أن وافته المنية اليوم .
وكان آخر أهم عمل قام به الفقيد منذ سنتين هو إجراء تحريات أثرية على طول خط الفوسفاط "خريبكة-الجرف الأصفر" بمعية زميلنا حسن الزكريتي مفتش المباني التاريخية بوجدة .
كان أهم وأعمق عمل من الممكن أن ننجزه معا هو تحريات أثرية على خط الطريق السيار "الجديدة-أسفي" قبل مباشرة الأشغال، غير أن شركة الطرق السيارة بالمغرب لم تستجب لطلبنا مع الأسف، وكم تحسرنا معا وتملكنا الغضب لحرمان المغاربة من اكتشاف جزء من مآثرهم بهذه البروع، وهاهو قد رحل ولا أحد منا يعرف ما طمرته الجرافات
إذ نعزي أنفسنا في فقدان وحيد الكرارسي، ندعو لزوجته (الباحثة الأثرية بمركز التراث المغربي البرتغالي) وأبناءه ووالديه وأصهاره وكل أفراد عائلته بأن يرزقهم الله جميل الصبر وحسن العزاء، وندعو لرفيقنا العزيز بالتواب والمغفرة والثبات وحسن الجزاء وطيب المقام في جنات عدن.
إنــــا لله وإنـــا إليه راجعون
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة